مقالات الرأي

تحليل خيارات حركة حمـ*ـاس وتأثيراتها على القـ*ـضية الفلسـ*ـطينية

إعداد: رياض الخطيب

لم تكن خيارات حماس صائبة، وبالأساس ارتباطها بمحور ولاية الفقيه كان خطأً كارثياً عليها، وهذا ما أثبتته مجريات الأحداث لاحقاً، لقد كان ارتباطها بمحور ولاية الفقيه واعتبارها أحد أجنحة الحرس الثوري خياراً جانبته كل معايير الحكمة، فقد خسرت الدعم العربي والاحتضان العالمي السني.

وباعتبارها حركة سنية، رهنت نفسها لمخططات ولاية الفقيه لقاء بعض المال، مما جعلها خنجراً في خاصرة الثورة السورية وتبييضاً للوجه القبيح للخلافة الشيعية العالمية التي يمثلها الولي الفقيه في طهران، وتغطية لجرائمه بحق شعوب المنطقة.

إن إرادة المقاومة موجودة عند كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين من كافة الأعراق تجاه العدو الإسرائيلي، ولم نسمع عن مسلم أو عربي أقر باغتصاب إسرائيل للمقدسات أو حقوق الشعب الفلسطيني.

ويذكر أن حركة حماس ولدت من رحم الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1988 السلمية، والتي كانت الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق بسبب تعذر الخيار العسكري نتيجة المتاجرة به من قبل الحكام العرب ورفعهم شعاراً للتغطية عن استبدادهم.

وبسبب التفوق العسكري الذي تتمتع به إسرائيل ووقوف القوى الغربية الرئيسية إلى جانبها، واعتبارها جزءاً متقدماً من استراتيجياتها في المنطقة، فمن يريد أن يحارب إسرائيل عسكرياً فعليه أن يعلم مسبقاً أنه يحارب العالم الغربي كله ويجب أن يكون مستعداً لذلك.

ولا يكفي شجاعة بعض القادة واستعدادهم للموت كما فعل السنوار، ليكون ذلك سبباً لجر المدنيين إلى محرقة أمام عدو جائر نعرفه جيداً.

ولا توجد خيارات لحماس الآن إلا:

1. الاستمرار في الانصياع لأوامر طهران بإفشال أي صفقة لتبادل الأسرى والخروج الآمن من غزة لكل الكوادر العسكرية مع من يرغب من المدنيين إلى السودان أو اليمن أو العراق.

2. التجاوب مع الجهود العربية والأمريكية بإتمام الصفقة ومخالفة طهران وحقن الدماء عند هذا الحد، وهذا مرتبط بانتخاب خالد مشعل مثلاً من قيادات الخارج وسيطرته على قرار الحركة، في حين أن شقيق يحيى السنوار أو القيادات في غزة ستكون استمراراً لنهج محمد السنوار.

3. الخشية من تعقيد الموقف وقيام حماس بإعدام بعض الرهائن كانتقام لمقتل السنوار، وهنا تكون النتائج كارثية.

هل سوف ترد حماس على مقتل السنوار؟!

وأفضت خيارات حماس إلى نتائج كارثية على صعيد القضية الفلسطينية، فهي النكبة الفلسطينية الثانية بعد نكبة 1948، وأعتقد أن خيار فتح معركة مع إسرائيل لجزء محاصر في غزة، زوده الحرس الثوري الإيراني ببعض المفرقعات وحفر له الأنفاق، يدل على أنه كان خياراً إيرانياً صرفاً، لأن حركة حماس رهنت نفسها لمشيئة طهران ويجب أن تنفذ الأجندة السياسية التي تخدم طهران ومشروعها النووي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى