مقالات الرأي

تحديات ما بعد النظام وضرورة بناء الدولة السورية الجديدة 

عبد الوارث الضاهر كاتب سوري

من الطبيعي أن نواجه تحديات كبيرة بعد أكثر من خمسين عامًا من حكم الاستبداد صحيح أن النظام السابق قد سقط، لكن آثار ثقافته وسلوكياته لا تزال حاضرة في الوعي الجمعي للعديد من السوريين؛ لذلك، فإن عملية تصحيح الأفكار والسلوكيات لن تكون سريعة، وسيتطلب الأمر فترة طويلة حتى نصل إلى مرحلة نضج سياسي حقيقي.

 

الانتكاسات والمخاوف من تكرار السلوكيات القديمة

من المتوقع أن نواجه انتكاسات واختبارات صعبة في مسار بناء الدولة السورية الجديدة، حيث سيستمر بعض من رواسب النظام القديم في الظهور، هذا أمر طبيعي في أوقات التحولات السياسية الكبرى، لكن الأهم هو أن نعي وندرك ضرورة التخلص من هذه السلوكيات، لن نحقق التغيير المنشود دون أن نواجه ونحل المشاكل القديمة مثل الفساد، والمحسوبية، والرشوة، التي كانت تشكل ركيزة أساسية في النظام السابق.

 

الوزارات السيادية وإعادة تشكيل الدولة

فيما يتعلق بالوزارات السيادية مثل الدفاع والداخلية، يجب أن نتحرك بسرعة وأن نشارك بفاعلية في هذه المؤسسات، بل ونسعى إلى التواجد في مواقع قيادية داخلها، هذه الوزارات ليست فقط أدوات لإدارة الدولة، بل هي أيضًا مفاتيح لضمان الأمن والاستقرار، ويجب أن نكون حريصين على ألا نتركها عرضة للممارسات القديمة أو الهيمنة الخارجية.

 

ثقافة السلاح وحقوق المواطن

من المهم أن نؤكد على أن ثقافة السلاح ليست خيارًا بل ضرورة يجب أن نتعامل مع السلاح كـ”صمام أمان” لحماية الدولة والمواطنين، حتى لو كان هناك تغييرات في النظام السياسي السلاح ليس مجرد وسيلة للقتال بل هو أداة لضمان الاستقلالية والسيادة الوطنية.

 

المسؤولية والمحاسبة في العمل الحكومي

لا يجب أن نعيد تمجيد الأشخاص أو نسمح بعودة ثقافة “الواسطة” التي كانت سائدة في عهد النظام البائد، المسؤول يجب أن يُحاسب على أدائه، وإذا قام بواجبه بشكل صحيح لصالح الوطن، فهذا ليس منة منه بل هو التزام وظيفي، يجب أن نعمل على تفعيل آلية المحاسبة والمراقبة على جميع المستويات لضمان أن كل فرد في السلطة يؤدي عمله بأمانة وشفافية.

 

الجيل الجديد وبناء المستقبل

المستقبل يتطلب تربية الجيل الجديد على أسس من العزة والتمكين، وتعليمه قيم الدين والانتماء للوطن، يجب أن نسعى لتأهيل هذا الجيل ليواجه التحديات المستقبلية بأدوات معرفية وقيمية تحميه من الانحرافات الفكرية أو السياسية.

 

المواقف الثابتة في ظل الظروف الإقليمية والدولية

في ظل الظروف الإقليمية والدولية الصعبة التي نعيشها، يجب أن نتمسك بمواقفنا الثابتة، لا يجب أن نتنازل عن مبادئنا في قضايا مثل دعم أهل غزة ومقاومة الضغوط من القوى الإقليمية والدولية، علينا أن نعمل جاهدين لتحقيق التوازن بين الحفاظ على مواقفنا الثابتة والتعامل مع التحديات التي تفرضها الظروف الراهنة.

 

التحديات الكبرى

نحن في مرحلة صعبة، وفي ظل واقع بلدنا المنكوب، يجب أن نركز على مصالحنا الوطنية، يجب أن نضع استراتيجية واضحة للتعامل مع القوى الدولية والإقليمية، ونحافظ على سيادتنا ونقاط قوتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى