التقارير الإخبارية

“بغداد 2022 مثل طهران 1978″… مجلة أمريكية تنشر مقالًا يكشف حقيقة مقتدى الصدر

نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، الثلاثاء 30 آب/ أغسطس، مقالًا تحدثت فيه عن زعيم التيار الصدري في العراق “مقتدى الصدر”، وذلك إثر الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق.

وأكدت المجلة أن وكالة المخابرات المركزية عملت على جمع المعلومات عن الأسر في العراق لفهم هذا البلد وديناميكياته ولتبسيط القضايا المعقدة على شكل صفحة واحدة تقدم للمستشارين أو الرؤساء.

وقالت إنترست: “يفتقر الصدر الى الفطنة والتقوى وعوض ذلك بالطموح والفساد، لم تكن النجف موقعا مقدسا له بل مصدر ربح يمكن من خلاله تجميع ثروة من الحج. لقد صور نفسه كمدافع حقيقي عن السيادة العراقية حتى عندما باع البلاد لإيران المجاورة”.

وأضافت: “استخدم تكتيكات المافيا لابتزاز الأموال وتقييد الأسواق، وحشد العصابات لتخويف المنافسين. كما وجدت شعبويته أرضا خصبة في الأحياء الفقيرة في بغداد”.

وتابعت: “كان لدى طهران استراتيجية أخرى للتعامل مع الصدر، ولم يراهن الاستراتيجيون الإيرانيون على شخص واحد. فحتى عندما قدم الحرس الثوري الأسلحة والاستخبارات والأموال للصدر، دعم أيضا مجموعات مثل فيلق بدر. وكلما واجهت طهران صعوبة في السيطرة على الصدر، كانت ببساطة تحول الأموال إلى منافسيه”.

وأوضحت أنه ربما أخذ الصدر دعم إيران غير المتسق على محمل شخصي، أو ربما كانت حيلة سياسية منه لجعل إيران تقدم عطاءات أعلى لدعمه، وفي مرحلة ما قبل عدة أعوام بدأ الصدر البحث عن رعاة آخرين وقد وجدهم مع محمد بن سلمان والإمارات العربية المتحدة، بحسب المجلة.

كما أشارت المجلة إلى أن واشنطن تعيش حالة دائمة من النسيان التاريخي والوعود الوهمية، قائلة: “استوعب دبلوماسيون ومحللون استخباراتيون موقف الصدر الجديد المناهض لإيران وبدأوا التفكير فيما إذا كان قد يوفر بعض الأمل لمواجهة القوة الداخلية المتنامية للميليشيات التي ترعاها إيران داخل العراق. وبينما رفض الصدر الاجتماع أو التحدث مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين، استمر الحوار لسنوات من خلال وسطاء مختارين. ويعتقد العديد من المسؤولين الأمريكيين اليوم أن تحالف الصدر الفعلي مع الكاظمي والحزب الديمقراطي الكردستاني هو تحالف جوهري ورمزي في نفس الوقت”.

وأضافت: “مع ذلك يظل الاعتقاد بأن الصدر قد تغير مجرد هراء والتوهم بأنه يسعى إلى بناء عراق نزيه أو ليبرالي أو حتى محايد هو أيضا هراء. لفهم الصدر، من المهم تقدير طموحه الحقيقي. فهو يعارض ويسعى الآن إلى هدم النظام العراقي الحالي ليس لأن فساده المتأصل يضايقه، وإنما لأن الأخذ والعطاء السياسي يتعارض مع أجندته الأوسع”.

وأوضحت أن “الصدر لا يتعلق عداؤه الحالي تجاه إيران بأي خلاف أساسي مع ايران بقدر ما يتعلق بعدم رغبة الصدر في تقاسم السلطة. ففي إيران، الأساس اللاهوتي لحكم خامنئي مكرس في مفهوم ولاية الفقيه، بينما يطمح الصدر للقيادة مع أنه يعلم أنه لا يستطيع أبدا اكتساب النفوذ الذي كان يمارسه والده أو في النجف لأنه يفتقر إلى التقوى. وحتى في إطار نظام ولاية الفقيه، قد يفرض إرادته سياسيا وليس دينيا”.

كما أوضحت المجلة أيضا أنه في الأشهر التي سبقت إطاحة الخميني بنظام الشاه في إيران، نفى أي مصلحة في السلطة الشخصية وأصر على أنه يسعى فقط إلى الديمقراطية، وقد قام الكثيرون في الغرب بتأييده، واليوم، يتبع الصدر نفس قواعد اللعبة كما تفعل وزارة الخارجية إذ يؤمن الدبلوماسيون أن الصدر قد تغير، لكن لا يوجد دليل على ذلك بخلاف خطابه.

وأشارت إلى أن الصدر قد يخفي أهدافه لأسباب تكتيكية، لكن عندما يتعلق الأمر بالعقيدة الفكرية فهو يعني ما يقول، “فهو يمقت الغرب، كما أنه صادق في خطبه المعادية لإسرائيل، وكذلك كراهيته للمثليين. إنه صورة مطابقة للخميني، لكن دون مؤهلات دينية. ومثله مثل الخميني وخامنئي، يسعى إلى فرض ما لا يستطيع كسبه بتوافق الآراء”.

وختمت المجلة مقالها: “على مدى عقدين من الزمن، كبحت النخبة السياسية العراقية الصدر. لكن عبر الطيف السياسي في بغداد، نرى اليوم إجماعا على أن نظام ما بعد 2003 قد فشل. في مثل هذه الحالة، يصبح الصدر أكثر خطورة، ومن الخطير كذلك أن يعتقد البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية أن بإمكانهم توجيه الصدر أو السيطرة عليه. إنهم يعتقدون أنهم يمارسون لعبة محنكة، لكن من خلال إعطاء مساحة أو دعم التحالفات التي يكون الصدر جزءا فيها فإنهم يكررون سذاجة جيمي كارتر في الأشهر التي سبقت فوز الخميني. فبغداد 2022 مثل طهران 1978، لذا من الحتمي أن تفهم واشنطن مدى خطورة الوضع الآن”.

يذكر أن العراق شهد خلال الأسبوعين الماضيين موجة من الاحتجاجات الواسعة من قبل أنصار الصدر، تطورت لاحقًا لتتحول إلى اشتباكات بين التيار الصدري والميليشيات الموالية لإيران راح ضحيتها عشرات الجرحى ومئات القتلى، قبل أن يعلن الصدر وقف الاشتباكات وفض الاعتصام، ليستجيب التيار له خلال ساعات قليلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى