بغداد تفاوض واشنطن على سحب قوات التحالف من أراضيها بدءًا من أيلول القادم
أفادت وكالة “رويترز” نقلًا عن أربع مصادر عراقية، اليوم الثلاثاء 23 تموز/ يوليو، أن العراق يريد أن تبدأ قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة الانسحاب في أيلول/ سبتمبر وإنهاء عمل التحالف رسميا بحلول أيلول/ سبتمبر 2025 مع احتمال بقاء بعض القوات الأمريكية بصفة استشارية تم التفاوض عليها مؤخرا.
وقالت المصادر العراقية، ومسؤولون أمريكيون: إن الموقف العراقي يجري مناقشته مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن هذا الأسبوع في قمة أمنية ولا يوجد اتفاق رسمي على إنهاء التحالف أو أي جدول زمني مرتبط بذلك حتى الآن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية “ماثيو ميلر” في إفادة صحفية: إن الجانبين اجتمعا في واشنطن هذا الأسبوع لتحديد كيفية تحويل مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على أساس التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أنه ليس لديه تفاصيل أخرى.
يذكر أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة، غزت العراق في عام 2003 وأطاحت بالزعيم السابق “صدام حسين”، ثم انسحبت في عام 2011، لتعود في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على رأس التحالف.
وتحتفظ الولايات المتحدة حاليا بنحو 2500 جندي في العراق على رأس تحالف يضم أكثر من 80 عضوا تم تشكيله في عام 2014 لصد تنظيم الدولة الإسلامية الذي اجتاح العراق وسوريا.
ويتمركز الجنود في ثلاث قواعد رئيسية، واحدة في بغداد وواحدة في محافظة الأنبار الغربية وأخرى في منطقة كردستان الشمالية.
ومن غير الواضح عدد القوات التي ستغادر بموجب الاتفاق، حيث تقول مصادر عراقية: إنها تتوقع رحيل معظمها في نهاية المطاف، لكن مسؤولين أميركيين يقولون إن الكثيرين قد يظلون بموجب مهمة تقديم المشورة والمساعدة التي تم التفاوض عليها مؤخرا.
ويحرص المسؤولون الأميركيون على ترك بعض البصمة العسكرية في العراق على أساس ثنائي، جزئيا للمساعدة في دعم وجودها عبر الحدود في سوريا، حيث لديها حوالي 900 جندي.
وتسعى الفصائل السياسية العراقية المتحالفة مع إيران بشكل أساسي، إلى إظهار أنها تدفع المحتل السابق للبلاد مرة أخرى، في حين يريد المسؤولون الأميركيون تجنب منح إيران وحلفائها فوزًا، كما توجد مخاوف بشأن قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على إعادة تجميع صفوفه.
وأعلن الجيش الأمريكي أن الجماعة الجهادية هُزمت إقليميًا في العراق عام 2017 وفي سوريا عام 2019، لكنها لا تزال تنفذ هجمات في كلا البلدين وهي في طريقها لمضاعفة هجماتها في سوريا هذا العام مقارنة بعام 2023.