بعد تفكيكه منذ أكثر من عام… “قسد” تعلن إعادة هيكلة مجلس دير الزور العسكري
أعادت “قسد” قبل أيام هيكلة مجلس دير الزور العسكري، الذي قامت بتفكيكه منذ أكثر من عام ونصف، عقب الإطاحة بقائده أحمد الخبيل “أبو خولة”، وذلك خلال ما عُرِف بكمين قاعدة الوزير في مدينة الحسكة.
وحسب مصادر مطّلعة، فإن “قسد” قامت بتعيين عايد تركي الخبيل، الملقب بـ “أبو علي فولاذ”، قائداً للمجلس الجديد. وهو ابن عم القائد السابق أحمد الخبيل “أبو خولة”، وكان يعمل تحت إمرته قبل الإطاحة به.
ولقد ضمت القيادة الجديدة للمجلس كلاً من: ليلوى العبدالله، بيريتان قامشلو، سليم ديريك، نوري الخليل، فيما تم تعيين كلٍّ من عبد الكريم الفندي وماجد السندي في قيادة مجلس الصور العسكري، و”إبراهيم جاسم العاصي وعزّ الدين أحمد عطا الله” في قيادة مجلس هجين العسكري.
بالإضافة إلى تعيين تركي الضاري وفراس الداود في قيادة مجلس الكسرة العسكري، و”موسى الصلاح ووضّاح المشرف” في قيادة مجلس البصيرة العسكري، ولفتت المصادر إلى أن إعادة تشكيل هيكلة المجلس تأتي نتيجة ضغوط من قوات التحالف الدولي على “قسد”، إلا أن الهيكلة الجديدة شكلية وليس لها أي دور في اتخاذ القرارات، حيث أن الكوادر الكردية هي أصحاب القرار.
إلا أن عناصر المجلس المنتشرين في مدينة دير الزور قاوموا قوات “قسد” ورفضوا حل المجلس، كما طالبوا بالإفراج عن قادتهم، وسرعان ما تحول ذلك إلى معارك عنيفة، ونجَر وراءها أبناء المكون العشائري، حيث أن غالبية عناصر المجلس في دير الزور هم من أبناء العشائر، علماً أن المعركة كانت أشبه بالاقتتال الداخلي ضمن فصيل عسكري هو “قسد”.
وكما يُشار إلى أن معظم شيوخ وأبناء العشائر الذين انضموا لاحقاً إلى انتفاضة العشائر لم يكونوا مناصرين لـ “أبو خولة”، بل طالبوا بتشكيل مكون عشائري مستقل، وهو ما قوبل بالرفض من قبل “قسد” التي أرادت الهيمنة على قرار المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ومع اشتداد المعارك بين “مقاتلي العشائر” من جهة و”قسد” من جهة أخرى، بدأ نظام الأسد بتحريك أتباعه للاستفادة من انتفاضة العشائر، حتى أنه دفع بعناصر من مناطق غربي الفرات بحجة مناصرة “العشائر”، وعلى إثر ذلك، ومع تدخل النظام في “انتفاضة العشائر“، قرر العديد من أبناء العشائر الابتعاد عن المعركة لأنهم رأوا أنها باتت تصب في مصلحة النظام وإيران.
هذا وبقي قسم آخر يقاتل “قسد” إلى جانب إبراهيم الهفل، شيخ قبيلة العكيدات، الذي قاد الحراك في ذروته وعا أبناء القبيلة للانتفاضة، بدعوى أن “قسد” ارتكبت انتهاكات ضد أبناء القبيلة خلال معركها مع المجلس العسكري.
وقد سيطر “مقاتلي العشائر” حينها على القرى والبلدات الممتدة من مدينة البصيرة وصولاً إلى الباغوز الواقعة قرب الحدود العراقية، ومع استعادة “قسد” السيطرة على المناطق التي خسرتها خلال المعارك، فرّ إبراهيم الهفل ومن معه إلى مناطق غربي الفرات الواقعة تحت سيطرة النظام السوري وميليشيات إيران.
ومنذ ذلك الحين تحاول “قسد” بسط الاستقرار في دير الزور إلا أنها فشلت مراراً وتكراراً، وهو على ما يبدوا مما دفع التحالف الدولي للضغط عليها لإيجاد حلول، وتشير المصادر إلى أن التشكيل الجديد جاء بضغط من التحالف الدولي بسبب الرفض الشعبي لحكم “قسد” والمطالب المستمرة باستقلال القرار في دير الزور، خصوصاً أن “قسد” تعتبر مدينة دير الزور إقليماً تابعاً لما يسمى “روج آفا”.
ومن الجدير بالذكر أن الأهالي يتهمون ميليشيات “قسد” بالتقصير في توفير الخدمات والاستقرار في مناطقهم، مقارنة بالمناطق التي تعتبرها “قسد” قلب روج آفا مثل الحسكة والقامشلي.