بعد اعتقال دام 6 أعوام… “تحرير الشام” تبلغ ذوي ضحية جديدة في مسالخ الجولاني بتنفيذ حكم الإعدام بحق ابنهم قبل سنوات
تلقت عائلة الشاب “محمد غليون”، المنحدر من مدينة إدلب، اليوم الجمعة 14 حزيران/ يونيو، خبر إعدامه في سجون “هيئة تحرير الشام”، بعد اعتقال دام قرابة الستة أعوام، تعرض خلالها لصنوف متعددة من التعذيب في مسالخ “الجولاني” البشرية، في وقت لايزال مصير مئات المعتقلين المغيبين مجهولاً، تتكشف تباعاً جرائم القتل والتعذيب عبر إبلاغ عائلاتهم بشكل فردي دون تسليم الجثث.
وأكدت بعض المصادر المحلية أن المكتب الذي خصصته الهيئة في مقر وزارة داخلية الإنقاذ للاستفسار عن المعتقلين في سجون الهيئة، أبلغ ذوي الشاب بتنفيذ حكم الإعدام بحقه قبل عدة سنوات، بتهمة “تكفير المجاهدين”، دون الكشف عن جثة الشاب ومصيرها، على غرار مئات المعتقلين الذين تم تصفيتهم دون الكشف عن مصير جثثهم.
حيث نشر والد الشاب منشوراً على حسابه على “فيسبوك” جاء فيه: “إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة إلا بالله بعد سبع سنين من سجن ابني عند هيئة الجولاني وبعد انتظار من الألم والفراق بلغوني اليوم بإعدام ابني محمد بكل برودة وبدون أي إثبات لوفاته أو مكان جثته”.
وصرح: “أقول من نصبكم قضاة وجعلكم أوصياء بيدكم قرار الموت والحياة والتعذيب ألا تخافون يوما ترجعون فيه إلى الله اللهم أحرق قلوبهم وأرنا فيهم يوما لن أسامح ولن أغفر ولنا وقفة أمام الله لا سامحكم الله ولا تحسبن الله غافلاً”.
وهذه ليست المرة الأولى لأجهزة “الجولاني” الأمنية، التي أمعنت في ممارسة التعذيب في السجون التي تشرف عليها في “حارم – الشيخ بحر – الزنبقي – باب الهوى – سرمدا – مدينة إدلب… إلخ”، وسابقاتها التي اشتهرت بالمظالم والبطش أبرزها “العقاب” في جبل الزاوية، لم يتم التحقيق في أي لجنة قضائية مستقلة في آلاف القضايا التي غُيب مصير أصحابها، إذ لم يكن هناك فصيل عسكري يطالب بالتحقيق ويضغط لكشف ملابساتها كما حصل اليوم.
وسبق أن قامت الأجهزة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام باعتقال المئات من كوادر “هيئة تحرير الشام” نفسها، بتهم العمالة بينهم قادة بارزون، ومن ثم الإفراج عنهم، لتكشف عن استمرار النهج لدى الذراع الأمني في الهيئة، في تطبيق شتى أنواع الممارسات في تعذيب المعتقلين، حتى عناصر الهيئة أنفسهم لم يسلموا منها.
وكما كان هناك عشرات الشهود من المفرج عنهم من كوادر “هيئة تحرير الشام” في قضية العملاء، أكدوا تعرضهم للتعذيب والإهانة بأصناف شتى، من قبل أمنيين في غالبيتهم مجهولي الهوية، خلال فترة اعتقالهم، كما كشفت المقاطع التي روجت لاستقبال المفرج عنهم من قيادات عدة، عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وهذا ما أقره أيضاً “أبو محمد الجولاني” وقال إن هناك أخطاء حصلت في التحقيقات.
ولم يكتف الجهاز الأمني بالضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ماقال أحد المفرج عنهم متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.
وفي تقرير حقوقي سابق، قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، إن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي – 8 أساليب تعذيب نفسي – أعمال السخرة).
ولفتت الشبكة إلى أن “هيئة تحرير الشام” تستخدم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.