قُتل رجل مدني في مدينة السويداء اليوم الأربعاء 28 شباط/ فبراير، جراء إطلاق نار من قبل عناصر أمنية تابعة لنظام الأسد باتجاه متظاهرين حاولوا اقتحام مركز التسويات الأمنية في صالة السابع من نيسان وسط مدينة السويداء.
وأكدت بعض المصادر أن إصابة السيد “جواد توفيق الباروكي 52 عاماً”، بطلق ناري نافذ بالصدر، وكان الباروكي في وقت قام المتظاهرين باقتحام مركز التسويات الأمنية في صالة السابع من نيسان، وسط مدينة السويداء، قبل إعلان وفاته متأثراً بإصابته.
وتعقيباً على خبر استشهاد الشاب “جواد توفيق الباروكي”، فإن إدارة المشفى الوطني كانت تحاول نقل جثمان الشاب “الباروكي” إلى دمشق بحجة تلقي العلاج فيها، بمحاولة من المستشفى التكتم على خبر وفاته نتيجة غياب الكادر الطبي المتخصص من طبيب صدرية وأوعية، وكان الشهيد “جواد الباروكي” قد تعرض لإصابة بليغة برصاصتين في منطقة الصدر، أدت إلى وفاته قبل أن يتلقي العلاج.
ويذكر رفض ذويه نقل جثمانه إلى دمشق بحجة تقديم العلاج له هناك بعد أن كان متوفي نتيجة الإهمال الطبي في المستشفى الوطني، ومحاولة إدارة المشفى تغطية تقصيرها دون أي رادع إنساني.
ودعا الرئيس الروحي للطائفة الدرزية “الشيخ حكمت الهجري”، خلال لقاء حشد من المحتجين، لتشييع المدني جواد الباروكي “شهيداً للواجب”، ووصف قاتليه بأيادي الغدر، وشدد على ضرورة الحفاظ على المسار السلمي للحراك، وأن الفاعل بما فعل.
ولفتت بعض المواقع الإعلامية المحلية إلى أن محتجون تجمعوا على الطرق منذ الصباح الباكر وأشعلوا الإطارات في عدة نقاط، منها طريق دمشق السويداء بالقرب من مدينة شهبا، وبلدة عتيل. أيضاً بلدتي مفعلة وقنوات شمال شرق مدينة السويداء، والمزرعة في الريف الغربي، وصولاً إلى القريّا والغارية جنوب المحافظة.
واستمر إغلاق الطرق بالإطارات لحوالي الساعتين، دون أن يشل المحتجون حركة السير، حيث سمحوا للسيارات والحافلات بالمرور. وقدّم المحتجون القهوة للمارة، مع منشورات ورقية تحتوي عبارات تدعو الناس للمطالبة بحقوقها المسلوبة.
بالتزامن مع قطع الطرق، تجمع عدد من المهندسين الزراعيين أمام نقابتهم في مدينة السويداء، احتجاجاً على المؤتمر السنوي المرتقب في النقابة تحت رعاية حزب البعث. ودخل المهندسون مع بعض المحتجين إلى داخل مبنى النقابة، والتقوا مع نقيب المهندسين معبرين عن رفضهم لهيمنة البعث.
كذلك اقتحم عشرات المحتجين مقراً لحزب البعث العربي الاشتراكي، قرب ساحة تشرين وسط مدينة السويداء، وهو ما يعرف بالشعبة الشرقية، وأزال المحتجون صور ورموز البعث من المبنى، وأفرغوا كامل محتوياته من ورقيات ومستندات وتقارير، لتتناثر في الشارع المقابل للمقر.
وجاء هذا التصعيد من الحراك السلمي في السويداء المستمر منذ نحو سبعة شهور، نتيجة “محاولة حزب البعث بالعودة إلى المشهد في المحافظة، وموجة الغلاء والتدهور المتسارع في دخل الناس”، وفق إعلان المنظمين في يوم الأمس.
ووجه المحتجون من خلال هذا التحرك اليوم، رسالة “أن لا عودة لحزب البعث، وأن حقوق الناس لايمكن التلاعب بها”.
ووجه المنظمون دعوة جديدة للمشاركة يوم الغد الأربعاء في مظاهرة ستنطلق من أمام صالة 7 نيسان في مدينة السويداء، مقر التسويات التي استأنفت الاسبوع الماضي، ذلك لأن “الأجهزة الأمنية هي أول من انتهك وينتهك القانون، وتلك التي تُسمّى “تسوية” هي عمل غير قانوني، ولا سند لها في القانون”.
