بسبب التوترات في منطقة الشرق الأوسط مخاوف متجددة بشأن تأثير التوترات الجيوسياسية على التضخم
يواجه محافظو البنوك المركزية العالمية مخاوف متجددة بشأن تأثير التوترات الجيوسياسية على ديناميكيات التضخم، في أعقاب ما قيل إنه هجوم إسرائيلي على إيران.
ويلقي الهجوم، الذي تسبب في ارتفاع مؤقت في أسعار النفط الخام، الضوء على التوازن الدقيق الذي يجب على صناع السياسات الحفاظ عليه للتغلب على حالة عدم اليقين الاقتصادي، وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.
وأدى الهجوم، الذي استهدف مواقع في أصفهان، إلى ارتفاع بنسبة تزيد على 4% في أسعار النفط الخام لفترة مؤقتة، مما دفعها إلى ما فوق 90 دولارًا للبرميل.
ومع ذلك، أدت تقارير وسائل الإعلام الإيرانية التي قللت من أهمية الحادث إلى انعكاس لاحق في أسعار النفط، وهو ما يشي بالطبيعة المتقلبة للوضع.
وتشير بلومبيرغ إلى أنه، في وقت يتصارع فيه محافظو البنوك المركزية مع الضغوط التضخمية، فإن احتمال تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين.
ويحذر المحللون من أن المنطقة أصبحت “على حد السكين”، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة على الاستقرار الاقتصادي العالمي.
ويؤكد ناثان شيتس، كبير الاقتصاديين في سيتي غروب لبلومبيرغ، على التحدي المتمثل في تقييم المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها الاقتصادي الأوسع.
وفي حين أن مثل هذه الأحداث قد لا تؤدي إلى تعطيل الأسواق على الفور وفقا لناثان، فإنها تثير المخاوف بشأن المخاطر المحتملة وعواقبها على المدى الطويل.
وعلى الصعيد العالمي، يراقب صناع السياسات الوضع من كثب، آخذين في الاعتبار التأثيرات المحتملة للزيادة المستدامة في أسعار النفط.
إذ تعترف جيتا غوبيناث، النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي في مقابلة متلفزة مع بلومبيرغ، بالمخاطر التي يفرضها التصعيد الكبير في الشرق الأوسط، لا سيما في المناطق التي تعتمد على الطاقة مثل أوروبا،
مشيرة إلى أنه “قد نتعرض لصدمة نفطية حادة، لكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد”.
ويحذر اقتصاديون في حديث لبلومبيرغ من أن الارتفاع الطويل في أسعار النفط يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى تتجاوز قطاع الطاقة
ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يواجه محافظو البنوك المركزية عملية توازن صعبة، إذ يسعون جاهدين للحفاظ على استقرار الأسعار وسط المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة.