باحث سياسي: تركيا وضعت ثلاثة أهداف لسياستها الحالية في سوريا
صرح الباحث في الشأن التركي، محمود علوش، إن تركيا وضعت ثلاثة أهداف لسياستها الحالية في سوريا، أحدها دفع عملية التسوية السياسية للصراع، معتبراً أن فكرة المصالحة بين حكومة نظام الأسد والمعارضة تنسجم مع مبدأ التسوية.
وأوضح محمود علوش أن الفئات الثلاثة تتلخص بالسعي إلى حل سياسي في سوريا ومكافحة الإرهاب، وتركيز تركيا على الهجرة.
ولفت إلى أن هذه الأهداف تحقق مساعي تركيا في منع إقامة دويلة لحزب العمال الكردستاني”قسد” ومنع موجات الهجرة الجديدة من سوريا، إضافة إلى تسهيل العودة الطوعية للاجئين.
ورأى علوش أن أنقرة تدرك أهمية قبول حكومة نظام الأسد بالوصول إلى تسوية سياسية، موضحاً أن مشكلة التسوية السياسية تكمن في حكومة نظام الأسد وليس في المعارضة.
وسبق أن أكد وزير الخارجية التركي حقان فيدان، يوم الثلاثاء 25 من حزيران/ يونيو الجاري، أن تركيا ترغب في أن يستغل نظام الأسد فترة الهدوء الحالية لحل المشكلات الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه.
حيث جاء ذلك خلال لقاء أجراه مع قناة “خبر تورك” التركية أمس الإثنين، حيث أوضح فيدان أن أهم إنجاز حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين النظام والمعارضة.
وصرح فيدان: “ما نريده هو أن يقيّم نظام الأسد هذه الفترة من عدم الصراع بعقلانية، وأن يستغلها كفرصة لحل مشكلاته الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه، وإعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا إلى بلدهم لإعادة بناء بلادهم وإنعاش اقتصادها”.
وأكد فيدان على أهمية توحيد سوريا حكومةً ومعارضةً لمكافحة الإرهاب، وخاصة تهديدات حزب العمال الكردستاني (PKK)، وتابع: “إلا أننا لا نرى أن النظام يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية”، وفيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أكد فيدان أن “ما يهم تركيا هو أن يطور الحلف موقفًا في الحرب ضد الإرهاب بطريقة تتفهم مخاوف تركيا وتستوعبها”.
وتحدث فيدان عن النجاح في وقف القتال بين النظام والمعارضة قائلاً: فترة طويلة من توقف الاشتباكات هي أمر بالغ الأهمية، التفاهم المتبادل بين القادة، وخاصة بين رئيس جمهوريتنا والسيد بوتين، والاجتماعات في إطار عملية أستانا وغيرها من الأطر، جعلت هذا ممكنًا.
وتابع: كنا نود أن يستغل نظام الأسد فترة الهدوء هذه بذكاء لحل المشكلات الدستورية، والتصالح مع معارضيه، وإعادة ملايين اللاجئين الذين فروا وغادروا البلاد، وإعادة بناء الدولة، لكن نرى أنه لم يتم الاستفادة الكافية من هذه الفترة”.
وأفاد: “في جميع لقاءاتنا مع السيد بوتين ومع الروس، أكدت بشدة على هذا يجب على سوريا أن تفعل شيئًا لنفسها نرى هذا مهما من زاوية التنمية في المنطقة، ومن زاوية عودة اللاجئين، ومن زاوية أن تكون سوريا أكثر استقرارًا ومتكاملة مع حكومتها ومعارضتها، مما سيسهم في مكافحة إرهاب حزب العمال الكردستاني بشكل أكثر فعالية”.