باحثان في “معهد واشنطن” يعتبران مقتل “لونا الشبل” يشكل نذيراً لحدوث المزيد من التغييرات الداخلية في سوريا
اعتبر الباحثان في “معهد واشنطن” أندرو تابلر، وإريك يافورسكي، أن وفاة “لونا الشبل” المستشارة في الرئاسة السورية، والمقربة من رأس نظام الأسد، يشكل نذيراً لحدوث المزيد من التغييرات الداخلية في سوريا، عند هذا المنعطف الدولي الحساس.
وأكد الباحثان في تقرير تحليلي مشترك، إن وفاة الشبل تذكير بأن “الشخصيات الأخرى غير العلوية التي أُحضرت إلى قلب النظام العلوي بعد انتفاضة عام 2011، قد تخرج قريباً من المشهد السياسي، وتشمل السيدة الأولى أسماء الأسد، التي عينها رأس نظام الأسد، لإدارة الأنشطة الاقتصادية الخاصة في عام 2019”.
وكما لم يستبعد الباحثان فرضية قتل الشبل، ليكون بمثابة “تحذير” من كبار قادة حكومة نظام الأسد أو داعموهم الإيرانيون، “أو ربما حدث ذلك ببساطة لأنها تعرف الكثير من المعلومات عن الرئيس ودائرته، وكان لا بد من التخلص منها”.
ورجح الباحثان أن يكون القصد من هذه “الاغتيالات” هو ضمان الانضباط الداخلي، بينما تتعامل الدول العربية وتركيا وحتى أوروبا مع حكومة نظام الأسد من أجل معالجة قائمة طويلة من القضايا، وبينما تفكر واشنطن في احتمال الانسحاب من شمال شرق سوريا.
وسبق أن أعلنت مصادر إعلاميّة موالية لنظام الأسد، في 5 من تموز/ يوليو، مصرع “لونا الشبل” المستشارة الإعلامية الخاصة لرأس لنظام الأسد بعد تعرضها لحادث سير مريب يرجح أنه مدبر بدمشق.
وأكد “وضاح عبد ربه” رئيس تحرير صحيفة تابعة لنظام الأسد، وفاة “الشبل” كما أكد هذه المعلومات مصادر إعلاميّة مقربة من نظام الأسد، وتداولت شخصيات تابعة للنظام منشورات تنعي المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية.
وصدر إعلان رسمي يؤكد وفاة المستشارة الإعلامية الشهيرة في مواقفها التشبيحية الداعمة للنظام، حيث أصدر الأخير بياناً رسميا يؤكد وفاتها، وسبق نشر أيضاً خبر يؤكد تعرضها لحادث سير بدمشق.
ونشرت “رئاسة الجمهورية” في حكومة الأسد بياناً نعت فيه “لونا الشبل”، التي قالت إنها “توفيت اليوم إثر تعرضها لحادث سير أليم”، وأضافت “عملت لونا الشبل خلال السنوات الماضية مديرة للمكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية ثم مستشارة خاصة في الرئاسة”، وفق نص البيان.
وفي 2 من تموز/ يوليو الجاري، تعرضت “الشبل” لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق، وفقا لتوضيح من “المكتب السياسي والإعلامي” لدى “رئاسة الجمهورية” الذي نشره إعلام نظام الأسد.
وقد زعم المكتب حينها في توضيحه أن الحادث أدى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن المسار حيث تعرضت لعدة صدمات أدت إلى إصابة المستشارة إصابة شديدة نقلت على إثرها إلى أحد مشافي دمشق ليتبين حصول نزيف في الرأس مما استدعى إدخالها العناية المشددة.
وأثار الحادث المريب الكثير من التساؤلات حول ماهية الحادث، وهل هو مدبر أم لا، لا سيما مع كثرة الأخبار المتداولة عن اعتقالات لأقارب الشبل من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، في وقت ترجح تقارير إلى أن هناك صراع محتدم فر أروقة القصر الجمهوري لدى نظام الأسد، قد تكشف بعض تفاصيله بحال كشف حقيقة ملابسات حادث الشبل بدمشق.
وكانت نفت مصادر إعلاميّة موالية لنظام الأسد صحة المعلومات التي تحدثت عن وفاة “لونا الشبل”، المستشارة الخاصة في “رئاسة الجمهورية” التابعة للنظام وقال “رفيق لطف” إن المعلومات التي نقلتها صفحة تنتحل اسمه حول وفاة المستشارة غير صحيحة.
وسبق أن انتقد الممثل الداعم للأسد “بشار إسماعيل”، مستشارة رأس النظام “لونا الشبل”، عبر تصريحات مصورة وقال أن هناك امرأة كانت تتحدث مؤخراً عن الصمود (في إشارة إلى لونا الشبل)، وترتدي طقماً يبلغ سعره نحو 10 آلاف دولار وعقداً يبلغ سعره نحو 15 ألف دولار، وأضاف أن لا يعرف معنى الصمود لأنه لا يسمعها من الناس العاديين بل من أشخاص يملكون المليارات.
وكانت أثارت تصريحات “لونا الشبل”، مستشارة رأس نظام الأسد، جدلا واسعا وحازت على عدد كبير من التعليقات والمنشورات الساخرة والناقدة، وتطرق إلى تصريحاتها عدد كبير من الشخصيات الداعمة للنظام ومنهم وزير سابق ونائب عميد كلية الإعلام بجامعة دمشق وعدد كبير من الإعلاميين الموالين، وفق ما رصدته شبكة شام بتقرير سابق.
وتجدر الإشارة إلى أن “الشبل” خرجت في تموز/ يوليو 2021 في لقاء أجراه معها “ربى الحجلي وحسين مرتضى”، عبر تلفزيون النظام ودعت إلى الصمود كما ثبتت “مؤسسات الدولة” وزعمت أن الولايات المتحدة “تريد دساتير طائفية وأشباه دول، ورؤساء يقفون ضد شعوبهم، وادعت أن “الأسد رفض أن يكون ضد شعبه، وأكد على أن المقاومة الشعبية خياراً قادراً على طرد المحتلين”، وكانت أثارت جدلا بافتتاح مطعم روسي بملايين الدولارات بدمشق وسط تزايد نفوذها بشكل كبير.