انتقادات من قبل موالين ومعارضين لنظام الأسد يتعرض لها تلفزيون سوريا بسبب عرضه مسلسل “كسر عضم”
لقد تعرض في الأونة الأخيرة “تلفزيون سوريا” الذي يعرف نفسه بتلفزيون الثورة لكثير من الانتقادات من قبل المتابعين وذلك لعرضه مسلسل “كسر عضم” رغم الانتقادات والهجوم الذي طال صناعه من قبل جهات رسمية وبعثية وأكاديمية وثورية.
ولاحقت مسلسل “كسر عضم” خلال الفترة الماضية العديد من الانتقادات من قبل الموالين والمعارضين لنظام الأسد وذلك مع استمرار عرض المسلسل على “تلفزيون سوريا”.
ويذكر أن المسلسل كانت فيه الكثير من المشاهد والرسائل التي تحمل في طياتها ترهيب للسوريين من العودة إلى سوريا حيث طرح قضية المعتقلين وقتل المواطنين تحت التعذيب في أشنع عمليات الإجرام.
بالإضافة لذكره تجارة أبناء المسؤولين للمخدرات، وذكر بعض المشاهدين أن هذا المسلسل لايحمل رسائل تمدح وتبجل بنظام الأسد بل على العكس يظهر الواقع الحقيقي المأساوي في مناطق سيطرة الأسد.
ورأى مسؤولون وإعلاميون وأكاديميون موالين لنظام الأسد أن “كسر عضم” يحمل إساءة لصورة مؤسسات نظام الأسد بينما يتسأل مسؤولي النظام أيضاً مستغربين من يقف وراءه ومن يحمي صناعه.
وكما أثارت مشاهد من المسلسل غضب المحامين الموالين، الذين اعتبروا أنه أساء للمهنة وللمحامين، حيث طالب عدد من المحامين نقابة المحاماة الموالية للنظام، بالتحرك لوقف ما وصفوه بالإساءة والتحامل على مهنة المحاماة.
وصرح نقيب المحامين الموالين، الفراس فارس؛ “نحن كنقابة نتابع الموضوع ويتم توثيق المقاطع من بعض الزملاء المحامين التي تضمنت الإساءة لاتخاذ إجراء معين سواء بمخاطبة نقابة الفنانين أو وزارة الإعلام، دون أن يستبعد إمكانية رفع دعوى قضائية وهذا يعود في النهاية لقرار مجلس النقابة”.
وكذلك هاجم خالد العبود عضو برلمان الأسد صناع العمل واعتبره ضد مصالح السوريين جميعاً، وكما انتقدت صفحة حزب البعث الحاكم في سورية كسر عضم وهاجمت وزارة الإعلام متهتمة إياها بالمشاركة في الحرب الإعلامية.
ويذكر أن مسلسل “كسر عضم” أثار جدل أخر منذ بداية عرضه وذلك في الحديث عن سرقة نصه من الكاتب السوري المعارض “فؤاد حميرة”.
ولقد صرح مراسل وزارة الداخلية “محمد الحلو” في صفحته على فيسبوك منشوراً يستنكر فيه مشهداً من مسلسل “كسر عضم”، واصفاً إياه بالجريمة الوطنية، وطالب الحلو بمحاسبة المسؤولين عنه، نافياً بشكل قطعي مثل هذه الأساليب في الضغط على المعتقلين، حيث تعرض المسلسل إلى المواضيع الحساسة التي تطرق إليها العمل وفساد مسؤولي نظام الأسد.
ولقد تواصلت مجموعات ضخمة من الصحفيين والناشطين الثوريين مع تلفزيون سوريا وتقدموا بعريضة تطالب التلفزيون بإيقاف عرض مسلسل “كسر عضم” الذي تم إنتاجه في سراديب نظام الأسد “حسب وصفهم”، وضم ممثلين قد شوهدت مواقفهم الموالية لنظام الأسد وتأييدهم الصريح لجيش الأسد المجرم دون أي احترام لحرمة الإنسان السوري.
وأكدو أن هذه الحملة لم تكن لتصدر لولا أن تلفزيون سوريا اختار اسم “سوريا” لنفسه، وأعلن تبنيه لقيم الثورة السورية التي لن نسمح بتشويهها، من خلال التعاون مع الشبيحة أو دفع مئات الآلاف من الدولارات لشركات الإنتاج التي تنتج تلك المسلسلات، بعد أن تحظى بموافقة الجهات الرقابية لدى نظام الأسد!
وعلقت الفنانة “إيمان جابر” في منشور لها على فيسبوك “لايوجد أوقح من الممثلين السوريين الشبيحة، الذي يتقمصون أدوار المعتقلين في الثورة السورية”، وأكملت هل الثورة أصبحت من الماضي، لماذا لانناقش ماحصل وماهو وضع آلاف المعتقلين بسجون نظامكم كل كم يوم في خبر عن شهيد تحت التعذيب.
ونشر مدير تلفزيون سوريا “حمزة مصطفى” ردًا على المطالبات بإيقاف عرض مسلسل “كسر عضم” حيث تحدث مطولًا عن خطورة وأهمية الدراما في حشد الجماهير والتأثير فيها وكشف الحقيقة التي من غير الممكن أن يتقبلها الجمهور بخطاب سياسي مباشر، وبرر أيضًا بشراء هذا العمل من دوائر النظام بعدم إمكانيتهم من إنتاج أعمال خاصة.
ويذكر أن المسلسل ذاته أثار ضجة واسعة في الشارع الموالي، وبالمجمل حصدت المسلسلات السورية في هذا الموسم الرمضاني الكثير من الجدل واﻻتهامات.
وليخرج أحد كاتبي المسلسلات المنتمي لعائلة الأسد المدعو “وسيم الأسد” مطالبًا بسحب الجنسية السورية عن كل المعارضين والخارجين على نظام الأسد المجرم ليلقى فيض من التعليقات الساخرة بشأن سحب الجنسية من المعارضين لنظامه.
وذكر بعض الناقدين المختصين أن تواصل عرض مسلسل “كسر عضم” في جزئه الثاني خلال الموسم الدرامي الحالي يظهر بإيقاع أقل حماسة، وانحسار في حضور العمل لا على خريطة العرض بل بالتأثير.
حيث في الموسم الحالي تبدو الحكاية أقل تأثيرًا، وتحديدًا بعد شطب كثير من الخطوط الدرامية للجزء السابق، دون بدائل أفضل، فالشطب تبعه استبعاد بعض نجوم العمل دون تقديم حضور موازٍ على مستوى الممثلين.
رغم أن محاولة العمل رفع سقف الجرأة والنقد، والإضاءة على معاناة الناس وتصويب العدسة على جراح المواطنين، فإن هذه المحاولات جاءت لفظية في حوار غير متماسك أو مقنع في كثير من الأحيان، إلى جانب تحميل مسؤولية قضايا ذات حجم وتأثير لشخصيات عديمة الوزن.
وذلك بعد استبدال كاتب ومخرجة الموسم الأول، يتابع المسلسل مع المخرج كنان إسكندراني، والعمل من تأليف رفعت الخطيب وهلال الأحمد.