“المعدن الأصفر يبلغ أعلى مستوياته على الإطلاق”… تصاعد التوتر في الشرق الأوسط يدفع الذهب إلى الارتفاع
عزز تصاعد التوتر في الشرق الأوسط شهية الإقبال على المعدن النفيس الذي يعد ملاذا آمنا، وبذلك ارتفعت أسعار الذهب، اليوم، وحومت أدنى من مستوى مرتفع على نحو قياسي بلغته في الجلسة السابقة.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2348.70 دولارا للأوقية (الأونصة)، وبلغ المعدن الأصفر أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2431.29 دولارا للأوقية يوم الجمعة.
وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 2364.60 دولارا للأوقية.
وأثار أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل قلق الإسرائيليين وخشيتهم من أن حربا أكبر تلوح في الأفق.
وتسببت بيانات اقتصادية أميركية في الآونة الأخيرة بشأن سوق العمل والتضخم في عودة توقعات السوق مجددا بخفض مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة.
وتُقلِّص أسعار الفائدة الأعلى جاذبية حيازة الذهب الذي لا يدر فائدة.
كما شهد الدولار تراجعًا بصورة طفيفة اليوم الإثنين، بعد أن سجّل أكبر مكسب أسبوعي له منذ 2022، إذ تلقت العملة الأميركية دعما من تصاعد الأزمة في الشرق الأوسط واحتمالات استمرار ارتفاع الفائدة.
وانخفض مؤشر الدولار 0.14% إلى 105.89 نقطة أمام سلة من 6 عملات رئيسية.
وصعد الدولار 1.6% الأسبوع الماضي بعد ارتفاع في بيانات التضخم الاميركية التي ألقت بظلال من الشك على رهانات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، في حين أشار صناع السياسة الأوروبيون إلى خفض الفائدة في غضون بضعة أشهر.
وسجل الدولار أعلى مستوى له في 5 أشهر مقابل اليورو يوم الجمعة فيما تُدووِل اليورو بالقرب من تلك المستويات في وقت مبكر من الجلسة الآسيوية عند 1.0655 دولار.
وكانت أكبر خسائر اليوم الإثنين من نصيب الين الياباني، مسجلا أدنى مستوى في 34 عاما عند 153.88 للدولار.
وأدى تراجع الين مقابل الدولار إلى إحياء توقعات تدخل الحكومة لدعم العملة، وقال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي إنه يراقب تحركات العملة عن كثب، وإن طوكيو “مستعدة تماما” للتحرك.
وبدا أن رد الفعل الأوليّ في العملات يركز على تراجع توقعات خفض الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي بشكل أكبر من الهجوم الإيراني مطلع الأسبوع على إسرائيل، والذي تسبب في انخفاضات في أسواق الأسهم وخسائر لعملة بتكوين والنفط.
وكانت إيران قد حذرت من توجيه ضربة لإسرائيل وأطلقت في مطلع الأسبوع طائرات مسيرة وصواريخ، ردا على ما قالت إنه هجوم إسرائيلي على قنصليتها في دمشق، وتسبب الرد الإيراني في أضرار متواضعة وقالت إيران إنها تعتبر الآن أن “الأمر قد انتهى”.
وأشار وزيران إسرائيليان أمس إلى أن الرد الإسرائيلي ليس وشيكا وإلى أن إسرائيل لن تتحرك بمفردها، مما يترك المنطقة على صفيح ساخن بشأن خطر توسع نطاق الأزمة، واتخذت أسواق المال العالمية وضع الانتظار والترقب.
وقال كبير إستراتيجيي السوق في بي إن زد، جيسون وونغ: “من السابق لأوانه إصدار حكم… لقد كان هجوما رمزيا في الحقيقة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولم يكن الهدف منه أبدا إلحاق الكثير من الضرر. والآن أصبح الأمر يتعلق بشكل رد إسرائيل”.
وقلّص المستثمرون رهاناتهم على تخفيضات مجلس الاحتياطي الفدرالي للفائدة وتركزت التوقعات على أن بداية دورة التيسير النقدي ستكون في سبتمبر/ أيلول بعد تقرير أسعار المستهلكين الذي صدر يوم الأربعاء وأظهر ارتفاعا بأكثر من المتوقع.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى أكثر من 5% يوم الخميس، وتُدووِل العائد في أحدث تعاملات عند 4.92%.