المعارضة السورية تجتمع مع مع الهيئة التركية المسؤولة عن اجتماعات الأستانة لتحديد مسار أستانة 22
يستعد وفد المعارضة السورية برئاسة أحمد طعمة للاجتماع في جلسة تشاورية ضمن إطار محادثات الأستانة، حيث سيُعقد اللقاء مع الهيئة التركية المسؤولة عن اجتماعات الأستانة اليوم الجمعة 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وإن هدف الاجتماع وفق مركز برق للدراسات هو وضع جدول أعمال مشترك، وتحديد الأولويات والقضايا التي سيتم مناقشتها، في ظل تصاعد التحديات السياسية والعسكرية على الساحة السورية.
وإن من أولويات وفد المعارضة في الأستانة هو تحقيق إنجاز ملموس، وإن كان صغيراً، لتهدئة قواعد المعارضة، بهدف تحسين صورة المعارضة السورية وتركيا على حد سواء، لمواجهة الحملات الإعلامية المعادية التي يقودها النظام السوري.
ويتطلع الوفد إلى مناقشة آلية الضمان التي تضم تركيا وروسيا وإيران، بهدف تحقيق التهدئة على خطوط التماس ومنع النظام من استهداف المدنيين في إدلب باستخدام الطائرات الانتحارية.
كما سيطالب وفد المعارضة ببحث مرسوم العفو الصادر عن النظام، للضغط من أجل تضمين قوائم المعتقلين ضمن هذا العفو، وإطلاق سراحهم.
وسيسعى الوفد لمناقشة خطوات بناء الثقة بين المعارضة والنظام، بما في ذلك إطلاق سراح المعتقلين وفتح المعابر الإنسانية، وربط هذه الخطوات بالاجتماعات السياسية في جنيف.
بينما إن أولويات تركيا في اجتماع الأستانة هو تأكيد تركيا على ضمان استقرار الوضع الأمني والعسكري أولوية قصوى، بهدف منع موجات نزوح جديدة إلى حدودها.
وتسعى تركيا من خلال الأستانة لإنشاء آلية مشتركة بين المعارضة والنظام لمكافحة الإرهاب، تشمل الجماعات المتطرفة مثل “القاعدة” و”داعش” والمنظمات الانفصالية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وتكون هذه الآلية تحت إشراف تركي روسي.
وتهدف تركيا إلى ربط وجودها في سوريا بتحقيق الحل السياسي الشامل، بحيث يكون التواجد التركي مرتبطًا بالأمن القومي التركي، حيث تنوي تركيا مناقشة آلية مشتركة للتعامل مع الانسحاب الأمريكي المرتقب من المنطقة، وكيفية التعاون في هذا السياق عبر لجان الأستانة.
وتؤكد تركيا على ضرورة تكامل مسارات الأستانة وجنيف، بحيث توفر الأستانة دعمًا فنيًا وعسكريًا وإنسانيًا لتحقيق تقدم في منصة جنيف، حيث ستطرح تركيا مقترحا لانسحابها من سوريا دون تحديد جدول زمني، ولكنها تربط الانسحاب بتحقيق ثلاث خطوات رئيسية:
بداية انتهاء المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة وطنية وفق القرار الدولي 2254، انسحاب تركيا بالتزامن مع انسحاب القوى الأجنبية الأخرى، مثل إيران وروسيا والولايات المتحدة، ضمان الحكومة الجديدة لأمن الحدود ومنع التهديدات، بما فيها الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
وبالمقابل إن أولويات نظام الأسد في الأستانة، هو تبني النظام استراتيجية الموافقة على المقترحات التركية التي تأتي بضغط روسي، دون نية حقيقية للتنفيذ، حيث يعمد إلى إغراقها في التفاصيل الفنية لتعطيل تنفيذها.
حيث سيعمل النظام على الضغط على تركيا عبر حلفائها الروس والإيرانيين لتحديد جدول زمني واضح ومحدد لانسحاب القوات التركية من سوريا، لزيادة تعقيدات علاقة تركيا مع المعارضة، ويسعى النظام إلى ربط مشروع مكافحة الإرهاب باستهداف “هيئة تحرير الشام” والفصائل التي لا توافق على الاتفاقات المشتركة مع النظام، بهدف تعزيز سيطرته.
وعُقدت أحدث جولة من مسار أستانة، في 25 من كانون الثاني الماضي، بمشاركة وفود الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، ووفدي النظام والمعارضة، وحضور الأردن ولبنان والعراق بصفة مراقبين، بالإضافة إلى الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
حيث اتفقت الأطراف المشاركة حينها في الجولة الـ21 من أستانة على عقد الجولة الـ22 من المفاوضات بشأن سوريا في عاصمة كازاخستان، في النصف الثاني من العام الحالي، وبدأ مسار “أستانة” في كانون الثاني 2017، وعلى مدار 21 جولة سابقة، انعقدت لقاءات المسار بحضور قادة ثلاث دول، منها اثنتان حليفتان للنظام سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا (روسيا وإيران).
وأخرى اتجهت منذ نهاية 2022 لفتح باب التقارب السياسي معه (تركيا)، وممثلين عن نظام الأسد والمعارضة ومراقبين، وعبر هذا المسار، توصلت الدول المشاركة إلى اتفاقات “خفض التصعيد”، التي خرقتها روسيا عدة مرات، وسيطرت على مناطق سورية كانت مدرجة بهذه الاتفاقات.