الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه تكتب: ماذا لو فاز النصيريون في تركيا؟
لا تدعوا النصيرية الكفار يصلون لحكم تركيا
إذا فاز كليجدار أوغلو سترون أردوغان معلقا على المشانق كعدنان مندريس!
نعم!
إذا فاز كمال كليجدار أوغلو الذي افتخر بنصيريته علناً، في هذه الانتخابات التركية ٢٠٢٣/٥/١٤، سيرى الأتراك ما لم يروه قط، حتى حين حكمهم يهودي الدونمة كمال أتاتورك، ولا حتى حين انقلب العسكر بقيادة العميل المرتد جمال جورسيل على رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس أول رئيس وزراء منتخب ديمقراطياً في تاريخ تركيا الحديث، وشنقه مع وزيرين، ودمر جيش تركيا بأكمله.
ولن يعلّق الطيب أردوغان وحدَه على المشانق، سيصطفّ معه كلّ الذين شاركوا في بناء نهضة تركيا في آخر ربع قرن، وسيصطفّ معه كلّ الذين أجهضوا انقلاب 2016.
إذا فاز كليجدار أوغلو ستعود تركيا كما كانت قبل 30 عاماً؛ هَرِمةً موبوءةً ملوّثةً تسير كالسلحفاة تحت وطأة الديون وسيوف البنك الدولي على رأسها، وسيصبح ورق الكلينكس أثمن من ورق ليرتها.
إذا فاز كليجدار أوغلو سيسلّم تركيا فريسةً سهلة مستسلمة لأمريكا والغرب الجائع الذي ظلّ لعقود ينتظرها على أحر من الجمر، وعصت عليه كلّ هذه الفترة، لقد أقرّ كليجدار أوغلو بأنه سيتقرّب من الكيان الصهيوني وبشار الأسد وأمريكا والغرب على حساب العرب والمسلمين.
إذا فاز كليجدار أوغلو سيخلع نقاب الحرائر في تركيا، سيغلق مدارس تحفيظ القرآن فيها، سيهدم كلّ مظهر إسلامي عاد لها منذ هدم الخلافة فيها، سيُعيد أياصوفيا كما كانت في عهد أتاتورك، سيهدم ما لم يستطع أتاتورك هدمَه، سيفعله بلا خجل ولا خوف.
إذا فاز كليجدار أوغلو سيُعيد كلّ الأحرار الذين التجأوا إلى تركيا هرباً من ظلم وقهر أنظمتهم إلى بلادهم، سيسلّمهم بلا رحمة، سيسلّم ملايين السوريين إلى النظام النصيري فيها، سيسلّمهم لإخوته في النحلة، ونعرف ماذا سينتظرهم؟
إذا فاز كليجدار أوغلو ستصبح تركيا لأول مرة في تاريخها تابعةً لإيران تمشي على خطاها وتؤتمر بأمرها.
إذا فاز كليجدار أوغلو ستشعل الحروب الأهلية في تركيا تمهيداً لتقسيمها، وإن لم يحدث ذلك في عهده فيكون قد اكتفى بوضع بذور هذا التقسيم، وتذكّروا أن الدماء الأرمنية تجري في عروقه، فأُمّه أرمنية.
إذا فاز كليجدار أوغلو سيضرب كما تعهّد بالاستثمارات القطرية كما أعلن، كانت قطر أكبر دولة وقفت مع تركيا في أزمة الليرة التركية، فبربكم هل يعمل هذا لصالح تركيا وشعبها؟
إذا فاز كليجدار أوغلو فسيغلق مصانع الأسلحة في تركيا كما أعلن ذلك علناً.. لصالح من سيفعل ذلك؟
إذا فاز كليجدار أوغلو فسيضع تركيا رأس حربة ضد الروس لصالح أمريكا والغرب.
كان أكبر حلم للنصيريين أن يجدوا الأمان في رؤوس جبال اللاذقية وطرطوس ليمارسوا طقوسهم الباطنية، ولكن إذا فاز كليجدار أوغلو سيتحكّمون في تركيا مع سوريا التي استولوا عليها قبل 57 عاماً، وأجرموا بحقّ أهلها إجراماً ما مرّ عبر التاريخ، عبر 57 عاماً وهو يذبحون أهل سوريا بالقتل البطيء، تخلّلتها مجازر يندى لها الجبين كما جرى في مذبحة حماة، ووضعوا أحرارها على مدى هذه السنين في سجونٍ، الموت أرحم من البقاء فيها، نهبوها نهباً لا مثيل له، وحين صرخ أهلها دمّروا سوريا على رؤوسهم، نحو مليوني شهيد وجريح وأكثر من عشرة ملايين مشرد، وما زال القتل مستمراً، فماذا سيفعل نصيري تركيا كليجدار أوغلو إذا فاز؟
في عام 1936، ثار النصيريون في تركيا بقيادة “داعيهم” سيد رضا درسيم على الحكومة التركية، فردّ عليهم كمال أتاتورك بعدها بعام بمجزرة بلغ عدد قتلاها ما لا يقلّ عن 14 ألفاً من القتلى (بعض النصيريين يذكرون أن الضحايا بلغوا 70 ألفاً) وشنق “داعيهم” وزعيمهم سيد رضا وأخفى قبره وقبور العديدين من قادة الثورة، بعد 11 عاماً وفي نفس المدينة درسيم (تغيّر اسمها بعد المجزرة إلى تونجلي) وعلى مسرح هذه المجزرة، وُلد كمال كليجدار أوغلو، حيث نشأ على أنّات المكلومين ممن تبقوا على قيد الحياة وعلى الصيحات التي تنادي بالثأر.. نشأ على آخر كلمات زعيمهم سيد رضا وحبل المشنقة يلتفّ حول عنقه: “نحن أبناء كربلاء .. إنها جريمة وإثم وعار”.. الذي ظلّ يتردّد صداها بينهم حتى يومنا هذا، حيث اعتبروها كربلاء جديدة لا بدّ من الأخذ بثأرها وإن طال الزمن، إذا فاز كليجدار أوغلو سيغسل هذا الثأر التي لا ذنب للأتراك فيه بدم تركيا كلها، إذا فاز اقرأوا الفاتحة على روح تركيا..
كان الباطنيون يقتحمون حواضرنا ليلاً، يقتلون وينهبون، قتلوا حجاجنا وسبوا أعراضنا، وضعوا أطفالنا على رؤوس رماحهم، حتى الحجر الأسود استولوا عليه لمدة 22 عاماً، فهل يُعقل في هذا العصر أن ننتخبهم بأيدينا.. إنه الجنون الذي ما بعده جنون..
ألا كسرت هذه الأيادي! والأعجب أنك تجد من بيننا مَن يؤيّدهم بالكلمة ويؤازرهم ويتمنى فوزهم.
كل من ينتخب
هذا النصيري وكلّ مَن يُعيّنه ويسعى من أجل فوزه شريكٌ أمام الله عز وجل في كلّ ما سيفعله بحق تركيا وأهلها والأمة جمعاء..
اللهم إنني بلغت فأشهد يارب العالمين
اللهم أعز الأسلام والمسلمين
بطيب رجب
: وهذه فتوى الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الاحد 12 شوال 1429 الموافق 12 أكتوبر 2008
السؤال:
الولايات المتحدة الآن تمر بفترة انتخابات رئاسية لانتخاب الرئيس فهل يجوز للمسلمين الأمريكيين التصويت في هذه الانتخابات لأحد المرشحين الذي يُعتقد أنه أنفع للمسلمين في هذه البلاد أم أن يتجنبوا هذه الانتخابات قطعيا؟
الجواب:
أرى أن ينتخبوا من يرونه أنفع للمسلمين ولا حرج في هذا واستمع إلى قوله عز وجل: {الم* غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ}
ومن الذي ينتصر؟ الروم على الفرس لأن الروم أهون على المسلمين من الفرس والمؤمنون يفرحون إذا انتصر الكافر الذي هو أقل ضررا على المسلم من الكافر الآخر فكذلك الانتخابات فأرى أنهم ينتخبون من يرون أنه أبعد عن الإساءة للمسلمين.
إحسان الفقيه
تنويه: الأفكار الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي داماس بوست