الرئيس التركي يصل إلى السعودية بالتزامن مع وصول رأس النظام “بشار” للمشاركة في القمة العربية الإسلامية
وصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى السعودية اليوم الاثنين 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، لحضور اجتماع القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، بالتزامن مع وصول رأس النظام “بشار”، لحضور القمة، وكان في استقبال الرئيس أردوغان في مطار “الملك خالد الدولي”، الأمير فيصل بن بندر آل سعود، أمير الرياض، وفهد بن أسعد أبو النصر، سفير السعودية في أنقرة، وأمر الله إيشلر، سفير تركيا في الرياض، وفق ما ذكرته الرئاسة التركية.
وجاء حضور أردوغان إلى الرياض بالتزامن مع قدوم رأس النظام “بشار”، الذي وصل صباح اليوم إلى العاصمة السعودية للمشاركة في القمة العربية الإسلامية، ولم يجرٍ الحديث عن إمكانية حدوث أي لقاء بين أردوغان وبشار على هامش القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض، وكان بشار وأردوغان حضرا القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي أقيمت في الرياض أيضًا في تشرين الثاني 2023 لمناقشة حرب غزة، لكن لم يجرِ أي لقاء بينهما حينها على هامش القمة، في ظل تعثر مسار التطبيع بينهما الذي أعلنت روسيا انهياره في تلك الفترة.
وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، سبق أردوغان إلى الرياض لحضور اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض الأحد 10 من تشرين الثاني، وأكدت وكالة “الأناضول” التركية، إن فيدان التقى نظيره المصري، بدر عبد العاطي، بالعاصمة السعودية الرياض، وبحثا تطورات غزة ولبنان.
كما التقى وزير الخارجية التركي نظيره العراقي فؤاد حسين، في حين لم يلتقِ فيدان مع وزير خارجية نظام الأسد، بسام صباغ، الذي كان حاضرًا في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الإسلامية في الرياض، وسبق أن صرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في 3 من تشرين الثاني الحالي، إن تركيا تريد أن ترى نظام الأسد والمعارضة ينشآن إطارًا سياسيًا يمكنهما الاتفاق عليه في بيئة خالية من الصراع.
وتابع فيدان، “على حد علمنا، الأسد وشركاؤه غير مستعدين للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة وتطبيع كبير (…) حتى الآن لا يبدو أن الأسد وسركاءه مستعدون لحل بعض المشكلات”، وجاءت تصريحات فيدان حينها بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التي نشرتها صحيفة “حرييت” التركية مطلع تشرين الثاني الحالي، وقال فيها إن تطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد له أهمية كبيرة للاستقرار المستدام في سوريا وتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف لافروف أن روسيا تبذل جهودًا متواصلة لإنهاء الصراع بين دمشق وأنقرة، ووفق الوزير الروسي، فإنه ما دامت هناك إشارات من العاصمتين باهتمام جدي باستئناف الحوار، فموسكو تشجع الاستئناف السريع لعملية التفاوض، وفي 25 من تشرين الأول الماضي، قال الرئيس أردوغان، إنه طلب من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اتخاذ خطوات لضمان استجابة رأس النظام بشار، بشار الأسد، للدعوة التركية بمسار تطبيع العلاقات بين الجانبين.
ومنذ أيار الماضي، تتابعت التصريحات الإعلامية من أردوغان وبشار حول المسار والعودة إلى طاولة التفاوض، بلهجة أقل تصعيدًا، وصولًا إلى حديث عن لقاء مستقبلي بين الأسد وأردوغان والتنبؤ بمكانه وزمانه، لكن هذا اللقاء اصطدم بتمسك النظام بشرط الانسحاب التركي من الشمال السوري، وهو ما تعارضه أنقرة حاليًا لأسباب ترتبط بأمنها القومي، وأمام شروط النظام، تتحدث تركيا عن شروطها التي تتمثل بانتخابات حرة في سوريا ودستور جديد وضمانات لعودة اللاجئين، والقضاء على “الإرهاب” لتحقيق تطبيع “مثمر” للجانبين، وهو ما لا يتناوله نظام الأسد في تصريحات مسؤوليه.