الذكرى الثالثة عشر لانشقاق أول ضابط عن عصابات نظام الأسد… المقدّم “حسين هرموش”
يصادف اليوم 9 حزيران/ يونيو، في كل عام، الذكرى السنوية لانشقاق المقدّم “حسين هرموش” المعتقَل حالياً في سجون نظام الأسد، والذي أعلن انشقاقه عن قوات نظام الأسد في 9 – 6 – 2011، حيث يتمتع “الهرموش” برمزية ثورية كبيرة، كونه أول ضابط ينشق عن جيش الأسد ويؤسس “لواء الضباط الأحرار”، الذي كان نواة الجيش الحر.
ولقد كان المقدم “حسين الهرموش” من أوائل الضباط المنشقين عن قوات نظام الأسد في العام الأول للثورة، عمل على تشكيل “حركة الضباط الأحرار”، والتي كانت أول كيان عسكري حامي للثورة والحراك السلمي جمعت العشرات من الضباط والعناصر ووقفت في وجه قوات نظام الأسد للدفاع عن المتظاهرين العزل وحماية مظاهراتهم في مناطق عدة، قبل ان يعلن اختفاء المقدم واعتقاله في تركيا من قبل المخابرات السورية في ظروف غامضة.
ويذكر لان المقدن “حسين هرموش” ولد في قرية إبلين بمنطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب وترعرع بها، في فترة أعوام 1990-1996 أخذ دورة بالهندسة الحربيَّة في روسيا الاتحادية في الأكاديمية العسكرية الهندسية العليا “كوبيشوف”، وحصلَ فيها على معدل ممتاز وحصل على الدبلوم الأحمر التقني، كما حصلَ على دبلوم ترجمة من اللغة العربية إلى الروسية والعكس.
وكما اشتركَ بالبحث العلمي على مستوى مدينة موسكو، وقدَّمَ أطروحة بعنوان “حساب السماكة الواقية للمنشآت النفقية في القطر العربي السوري عند تأثير الأسلحة التقليدية وأسلحة التدمير الشامل وفي كافة أنواع التربة”، وهي عبارة عن برنامج على الحاسب بلغة البرمجة باسكال.
فيما كان مشروعه للتخرُّج بعُنوان “تصميم منِشأة نفقية للواء صواريخ نموذج /C_75/”، وهو تصميم منشأة يتم فيها تذخير الصواريخ ضمن المنشأة وتجهيز ثلاث بوابات للإطلاق ومن ثم إعادة التذخير، وتحوي المنشأة مدخلين وثلاث بوابات للإطلاق وجسم المنشأة وأماكن إقامة للطاقم معزولة عن منطقة العمل، وتم عزل منشأة المؤكسد والوقود عن باقي أقسام المنشأة.
وأما في عام 1996 عملَ بمشروع “مقالع الأحجار الكلسية-1” في دمشق، وفي العام التالي انخرطَ بمشروع “مقالع الأحجار الكلسية-2” في حلب، وفي عام 1998 نُقل إلى مشروع “بلودان-1” في دمشق للعمل كمهندس تنفيذ لمدة عام كامل، وفي أعوام 1999-2001 انتقلَ إلى مشروع 99/د للعمل كمهندس تنفيذ أعمال حفر نفقي ومهندس الأعمال المساحية، وتولَّى خلالها أعمالاً مختلفة تتعلَّق بأعمال البناء.
وفيما بعد التحق حسين هرموش بجيش نظام الأسد، وأصبحَ ضابطاً برتبة مقدم في الفرقة 11 في حمص، لكن بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011 أعلن الهرموش انشقاقه عن الجيش عنه في حزيران 2011 خلال الحملة على مدينة جسر الشغور احتجاجاً على “قتل المدنيين العزل من قبل أجهزة النظام”.
وصرح حسين هرموش حينها إنه أرسلَ إلى عدة مدن خلال فترة الاحتجاجات، منها سقبا في ريف دمشق وجسر الشغور في محافظة إدلب، وعندما بدأ الجيش اجتياحه الثاني في يوم الأحد 5 حزيران قام مع عدد من رفاقه بزرع الألغام ووضع العوائق في طريق الجيش لإبطاء تقدمه، لكنه لم يَكن قد انشق بعد في ذلك الوَقت، إنما انشقَّ في يوم الخميس 9 يونيو عندما نقلَ إلى دمشق، وهناك أخذ مأذونية من الجيش واستغلها للعودة إلى محافظة إدلب ليعلن عن تأسيس حركة لواء الضباط الأحرار ووجَّه نداءً إلى عسكريِّي جيش النظام للانشقاق واللالتحاق بها.
ودام الهرموش حينها يدير عمليات لواء الضباط الأحرار أثناء تواجده في تركيا ، ولكن في صباح يوم الإثنين 29 آب 2011 اختفى في ظروف غامضة، وسرعان ما تم عرضه على تفلزيون نظام الأسد، ولايزال مصيره مجهولاً منذ ذلك الوقت.
وتتضاربت الروايات كثيراً حول كيفية اختطاف المقدم “حسين هرموش” ووصوله إلى أيدي الأمن التابع للنظام، فبعض الأقوال تُفيد بأن الأمن التابع لنظام الأسد اختطفه من داخل تركيا بعد كمين نصبه له وأدخله إلى سوريا، فيما تقولُ أخرى أن تركيا سلَّمته دون مقابلٍ إلى حكومة نظام الأسد، وتقول ثالثة أنه كان جزءاً من صفقة بين الحكومتين قايضت فيها تركيا المقدم مقابل 9 أفراد من حزب العمال الكردستاني كانت تُريدهم، أما الرواية الرابعة فتقول أنه لم يخرج أساساً من سوريا بل اعتقل داخلها خلال اجتياح جيش النظام مدناً حدودية في شمال محافظة إدلب.
وعلى الرغم من هذه الروايات فقد نفت تركيا فيما مضى نفياً قاطعاً وُجود أي صلة لها بعملية الاعتقال، وأما المسؤولين الأمنيين الذين كان يفترض أن يلتقي المقدم معهم فقد قالوا إنهم تركوه بعد 10 دقائق من بدء اللقاء، ولم يَعلموا عنه شيئاً بعد ذلك.