الحكومة الألمانية تعارض تطبيع العلاقات مع نظام الأسد
شككت الحكومة الألمانية، بشأن اقتراح بعض دول الاتحاد الأوروبي إقامة اتصالات جديدة مع النظام السوري ورئيسه “بشار الأسد”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: إنه من الواضح أن القيادة السورية “تواصل ارتكاب أخطر جرائم حقوق الإنسان ضد شعبها بشكل يومي”، مضيفًا: “طالما ظل هذا الوضع، لا يمكن أن نسعى صوب تطبيع العلاقات مع نظام الأسد”.
وفي ضوء استمرار تدفق اللاجئين من سوريا تدفع مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي لإقامة علاقات أوثق مع الحكومة في نظام الأسد.
وفي وثيقة مشتركة نُشرت قبل أيام قليلة اقترحت إيطاليا والنمسا وكرواتيا وجمهورية التشيك وقبرص واليونان وسلوفينا وسلوفاكيا تعيين مبعوث إلى سوريا.
وكانت هذه المجموعة المكونة من ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي قد دعت في رسالة موجهة إلى “جوزيب بوريل” الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إلى إعادة النظر في علاقات التكتل مع سوريا بسبب الأعداد الهائلة من اللاجئين التي تتدفق من البلاد.
وقالت المجموعة في رسالتها: “يواصل السوريون مغادرة بلادهم بأعداد كبيرة، ما يشكل ضغطا إضافيا على الدول المجاورة، في فترة تزداد فيه حدة التوتر في المنطقة، الأمر الذي يهدد بتدفق موجات جديدة من اللاجئين”.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قطع علاقاته مع سوريا تحت حكم الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011 بعد تصاعد العنف إبان الحرب الأهلية.
وفي عام 2017، وافق التكتل الأوروبي على عدم التطبيع مع النظام السوري حتى يشارك الأسد في عملية سياسية لإنهاء الحرب بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة.
ويوم الجمعة الماضي، قال وزير الخارجية الإيطالي “أنطونيو تاياني”: إن “روما تخطط لإرسال سفير إلى دمشق بعد أكثر من عقد من الزمن، على الرغم من استمرار الحرب الوحشية في سوريا”.
وبرر “تاياني” في شهادته أمام لجنة برلمانية في روما، القرار بقوله: إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي ” ألا يترك موسكو تحتكر الأمور” في سوريا، حيث تعد روسيا داعما رئيسيا لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتعاملت إيطاليا على غرار باقي دول التكتل الأخرى في السنوات الأخيرة، مع الشؤون الدبلوماسية مع سوريا من خلال سفارتها في لبنان، بيد أن السفارة الإيطالية في دمشق لم تغلق أبوابها بشكل رسمي.
وقال وزير الخارجية الإيطالي إنه بعد مرور 13 عاما يتعين على الاتحاد الأوروبي تكييف سياسته نحو سوريا وفقا لـ “تطورات الأوضاع”.
وشهدت الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011 مقتل أكثر من 300 ألف من المدنيين. ورغم عزل الغرب للأسد ونظامه -إلى حد كبير حتى الآن- فإنه يسيطر حاليا على نحو ثلثي البلاد.