“الثوري الإيراني” يدمر حياة ومستقبل أطفال المدارس ببيعهم حبوب المخدرات تحت اسم “المنشطات” في دير الزور
تستهدف قيادة “الحرس الثوري الإيراني” في محافظة دير الزور شرقي سوريا، الأطفال واليافعين لاستقطاب هذه الفئة وتضييع مستقبلها وربطها بالميليشيات الإيرانية على نحو طويل الأمد، وتوسيع سوق تجارة المخدرات التي تعتمد عليها طهران في تمويل عملياتها ودفع رواتب أفرادها العسكريين والمدنيين مثل موظفي المراكز الثقافية وغيرها.
وأكدت المصادر بأن مجموعة نسائية بقيادة الإيرانية المدعوة “أم علي الإيرانية” كُلّفت بتنفيذ الخطة، والأخيرة وزعت الأدوار على مجموعة من معاوناتها من العراق ولبنان وسوريا ومنهن عدد من بنات مدينة دير الزور ذاتها.
حيث تعمل المجموعة على إغراق عدة مدارس بالمخدرات، ومنها مدرسة عزيز مطر، تقع مدرسة عزيز مطر في الطرف الغربي من حي الجورة وهو أكثر المناطق السكنية كثافة في دير الزور، ويبلغ عدد كادرها 29 شخصاً من معلمين ومعلمات وإداريين، ويبلغ عدد التلاميذ 460 تلميذاً وتلميذة من فئة التعليم الأساسي الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة.
وكما لم يُتخذ قرار استهداف هذه المدرسة بالمخدرات بشكل اعتباطي، فقد عمدت الميليشيات أولاً إلى تعيين مدير للمدرسة من الشخصيات المرتبطة بها ويدعى نادر حساني، وقبيل بدء حملة نشر المخدرات الأخيرة التقت به القيادية المدعوة “أم زينب” وأوضحت له دوره الذي يتمثل بإشاعة التسيب داخل المدرسة وعدم مراقبة أي نشاط داخلها ليتمكن بقية الفريق من أداء عملهم.
وأكدت المصادر أن فريق “أم زينب” يتألف من عدد من المدرسين والمدرسات وبائعَين متجولين يتمركزان أمام المدرسة إضافة إلى عنصر مسلح يتجول على دراجة نارية في المنطقة لعرقلة أي عملية مداهمة، ومعالجة أي إشكالية تواجه عملية البيع أمام المدرسة.
وعقب انتشار الفوضى داخل المدرسة، عملت مجموعة من المدرسين والمدرسات المتعاونات على انتقاء عدد من التلاميذ ومساعدتهم على اكتشاف طريق المخدرات كل بطريقته، لكن الطريقة الرائجة لتوجيه التلاميذ ودفعهم في هذا الطريق هو تسمية المخدرات بـ”المنشطات” وتصوير فكرة تناولها خاصة قبيل الامتحانات بأنها غير ضارة.
ومن الطرق المتعارف عليها أيضاً تكليف المدرس أو المدرسة لتلميذ أو تلميذة مقربة منها بشراء حبة من البائع المتمركز على باب المدرسة، فيتعرف الطفل بذلك إلى البائع وآلية الشراء ليقوم بهذا العمل لاحقاً لنفسه وزملائه.
ويرتبط بهؤلاء المدرسين 15 تلميذاً وتلميذة ينشطون بين زملائهم لاستقطابهم وترويج المخدرات بينهم، أما طريقة استلام المخدرات وتسليم الثمن فتجري من خلال شاب غير معروف، يبلغ قرابة العشرين من العمر، يقف بشكل دائم أمام باب المدرسة، ويقتصر دوره على حمل كمية صغيرة من الحبوب المخدرة، يسلمها للطفل الذي يريد أن يشتري، لكنه لا يستلم أي مبلغ، فالثمن يستلمه بائع مرطبات على عربة يتمركز بالقرب منه، يعطيها له الطالب بحجة شراء شيء ما مثل العصير أو البسكويت.
وبعد سداد الثمن يعطي بائع المرطبات إشارة لحامل الحبوب المخدرة ليعطيه الكمية التي تم شراؤها، وهذا الشاب متحفز دوماً وجاهز للهرب، ولا يغيب عن المكان حتى عند نفاد المخدرات لديه، إذ يجلب له شخص آخر كمية جديدة.
وأوضحت مصادر أن العشرات من التلاميذ، خاصة من طلبة الصفين الخامس والسادس (11 و12 سنة)، صاروا بحكم المدمنين، وما زالت الدائرة تتسع بسبب السعر المنخفض الذي تباع به حبوب الكبتاغون، حيث خصصت الميليشيات للمدارس عبوات خاصة تتألف من خمس حبات كبتاغون من الدرجة الثانية تدعى “الشهد”.
ولا يتقاضى فريق المتعاونين من المدرسين والمدرسات أي مبالغ نقدية، بل يتم الدفع لهم لقاء خدماتهم مواد مخدرة حصراً، وعصير برتقال وصل مؤخراً من العراق محلول فيه مادة مخدرة، حيث يعطى لكل مدرس أو مدرسة متعاونة ثلاث حبات أسبوعياً وعلبة عصير واحدة.
بدأت حملة ترويج المخدرات في شهر رمضان الماضي، وهي مستمرة حتى مع العطلة الصيفية حيث يتم تزويد الأولاد بالحبوب بطرق مختلفة، وقد رصد الحرس الثوري أربعة مليارات ليرة سورية لإنجاح الخطة التي تشمل المدارس والجامعات والمعاهد والقطاع الطبي وغيرها.
ويبدو الجزء الخاص بالمدارس الابتدائية والذي يستهدف الأطفال أكثرها بشاعة وخطورة، وتقع مسؤولية مواجهتها على المدرسين والمدرسات الذين لم يبيعوا ضمائرهم، وعلى إدارة كل مدرسة، والمسؤولين المركزيين في مديرية التربية، إضافة إلى الأهالي والفاعلين الاجتماعيين.
ويطالب بعض الأشخاص المناهضين لمخططات الميليشيات الإيرانية بالقيام بحملة مضادة تتضمن المطالبة بفتح تحقيق وفضح المتورطين في هذه العملية وإدانتهم، قبل فوات الأوان وإضاعة مستقبل جيل بكامله.