احتجاجات السويداء… ما مدى تأثيرها على النظام سياسيًا، وما هي الإمكانيات لمواجهتها؟
اعتبر محللون أن استمرار الاحتجاجات في منطقة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، يقوض دعاية نظام بشار الأسد حول حماية الأقليات، ويحرمه من استخدامها في سياقات داخلية وخارجية.
جاء ذلك في تقرير نشره مركز “جسور للدراسات”، الأربعاء 23 آب/ أغسطس، بعنوان ” الاحتجاجات العارمة في السويداء: هل تُؤثّر على النظام السوري؟”
ورجح التقرير أن يؤدي استمرار احتجاجات محافظة السويداء جنوبي سوريا وتوسعها، إلى التأثير على حكومة دمشق سياسيًا واجتماعيًا وعسكريًا، خصوصًا أنها تميزت عن سابقاتها بدعم شيوخ الطائفة لها، ورفع سقف المطالب لتطال إسقاط رموز النظام.
وبين التقرير إن هذه الموجة من المظاهرات في السويداء تشكل أزمة كبيرة بالنسبة للنظام، وليس مجرد تحد أمنيٍ لتزامنها مع استياء شعبي في الساحل السوري، واستمرار انهيار الليرة، وغياب بوادر الحل من الخارج.
وأضاف التقرير أن الاحتجاجات تعري دعاية النظام في حماية الأقليات وحرمانه من استخدامها في سياقات داخلية وخارجية في الوقت الذي ما يزال يتمسك بها للحفاظ على السلطة واستعادة السيطرة على كامل البلاد باعتبار أن السويداء ذات أغلبية درزية.
واعتبر التقرير أن الاحتجاجات قد تعيد الدول العربية إلى المربع الأول قبل بدء مسار التطبيع مع دمشق، وتعكس فشل التعويل على السلطات السورية لتحقيق أي نتائج، كما تظهر أن الاستقرار في سوريا “وهمي ومبني على استخدام القوة”.
وتوقع التقرير أن تشجع احتجاجات السويداء، محافظات أخرى في سوريا على اللحاق بها، لاسيما المناطق الهشة أمنياً، مثل درعا وريف دمشق وريف حمص الشمالي، وتوسعها في الساحل وتحويل الاستياء الشعبي إلى مظاهر احتجاج.
ولفت التقرير إلى أن احتجاجات السويداء اتسمت بالصبغة السورية الجامعة، قد تدخل المسألة السورية مرحلة جديدة لا يمكن لحكومة دمشق التغافل عنها، مرجحًا مواجهتها عبر الاختراق والتشويه والاستهداف أو احتوائها عبر استمالة بعض الأطراف فيها وتقديم الوعود بمزيد من الامتيازات.