مقالات الرأي

إيران والصراع بين العـ*ـمامة الشـ*ـيعية والتاج الشاهي

حسن الدغيم، كاتب سوري

إيران كدولة عميقة ومتجذرة فيها كتل وأجنحة متصارعة ، فالكتلة (القومية المحافظة (الأوراسية) ) “المعممة” اليوم بعمامة الفقيه والداعمة للنظام الديني تسيطر منذ أكثر من أربعة عقود على مفاصل السلطة ومنابع الثروة ومخازن المال وتعتمد على تصدير الثورة للمحيط العربي وصناعة الأذرع وملشنة الدول في استمرار مشروعها القومي العنصري والذي يقوم على سفك الدماء وقتل المخالفين والتكفير الديني ، وهي بعد إن فككت بنية المقاومة العربية بعد احتلال العراق وكذلك ضرب الربيع العربي ، فهي بهذا ستصطدم حصراً بالمشروع الصهيوني ومن ورائه الغربي الساعي للهيمنة على المنطقة ، وستدخل معه في مواجهة مفتوحة بدأت إرهاصاتها منذ مقتل قاسم سليماني ، وصار أكثر وضوحاً بعد مقتل رئيسي واللهيان ، وقوة هذه الكتلة في الحرس الثوري الإيراني المسيطر على الجيش والباسيج المسيطر على الشبيبة والحوزات المسيطرة على الثقافة

ينافس هذه الكتلة “الأوراسية ” الكتلة الأطلسية وهذه الكتلة كانت قوية على زمن الشاه والتي ترى قوة إيران بالتماهي مع العالم الغربي ، وتم اقصاء هذه الكتلة عن الحكم بعد ثورة ١٩٧٩ ، وحل جهاز السافاك وهو الاداة القمعية التي كانت بيد الشاه الإيراني ،

بعد الغضب الغربي على الحرس الثوري الإيراني والنظام الديني الذي تجاوز الحدود ، ترى الكتلة الأطلسية فرصتها بالعودة للحكم ، عن طريق المفاوضات مع الغرب والتضحية بالحرس الثوري الإيراني وأذرعه في المنطقة العربية مقابل الحفاظ على مايلي :
١- وحدة إيران الجغرافية
٢- المشروع النووي “السلمي”
٣- استمرار حصة إيران في العراق

والمتتبع لتصريحات الرئيس الإيراني ومقابلات ظريف الأخيرة يتبين ملامح ونظرة هذه الكتلة لملامح المرحلة القادمة ، وهذه الكتلة تدفع لغرق إيران الحالية في الحرب لتستطيع إقناع الشعب الإيراني بأنها هي المخلص له من عمامة الهدم والخراب ، وهذه الكتلة تميل لتاج الشاه أكثر من عمامة الفقيه
وماتزال لها بعض مواقع النفوذ في جهاز المخابرات الإيرانية “الاطلاعات ” والجيش الإيراني التقليدي وغالب المثقفين الإيرانيين الذين درسوا في الغرب

وفرصة عودة هذه الكتلة للحكم تبدو ممكنة في ظل التصعيد الأمني الحالي في الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى