إقليمي ودوليالتقارير الإخبارية

إيران بعد تزويد البرهان بالميـ.ـسرات تشترط موطئ قدم لها على البحر الأحمر ليكون بوابة انطلاق للتوسع الايراني في افريقيا

منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان، تسعى إيران إلى استغلال الفوضى لتوسيع نفوذها الإقليمي، خاصة عبر التدفق المستمر للأسلحة إلى القوات المسلحة السودانية وبعد لقاءات متعددة بين الايرانيين والبرهان اتفق الطرفان على تسليم الجيش مسيرات مهاجر 5 واسلحة ايرانية مقابل التوسع والهيمنة.
تهدف إيران من هذه الجهود إلى كسب موطئ قدم على البحر الأحمر، بما يتيح لها القدرة على محاصرة خصومها الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ويعزز قدرتها على تهديد الشحن البحري في قناة السويس، أحد أهم الممرات المائية في العالم.

أهداف إيران في السودان:
وفقًا لتقارير الخبراء والمحللين، تسعى إيران إلى جعل السودان قاعدة استراتيجية تنطلق منها لتحقيق أهداف أوسع في إفريقيا والمنطقة العربية. يشير المحلل عبد المنعم همت إلى أن إيران تعتبر السودان نقطة انطلاق نحو السيطرة على البحر الأحمر وتحقيق نفوذ إقليمي أوسع. ومن خلال التعاون العسكري والدبلوماسي مع السودان، تأمل إيران في تحقيق مكاسب طويلة الأمد على الصعيد الجيوسياسي.

في أكتوبر 2023، استأنفت العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران بعد انقطاع دام ثماني سنوات، وهو ما شكل أساسًا لتدفق الأسلحة الإيرانية إلى السودان. وقد شملت هذه الأسلحة طائرات بدون طيار من طراز “مهاجر-6” و”أبابيل”، والتي لعبت دورًا محوريًا في تعزيز قدرة القوات المسلحة السودانية ضد قوات الدعم السريع، الخصم الرئيسي لها في الحرب الأهلية.

الدور الإيراني في الصراع الداخلي السوداني:
تتجاوز العلاقات بين السودان وإيران مسألة التسليح، إذ أصبح التعاون الاستخباراتي بين الطرفين عنصرًا حاسمًا في تعزيز فعالية القوات المسلحة السودانية. وقد اعتمد الجيش السوداني بشكل متزايد على الدعم الاستخباراتي الإيراني في شن هجماته ضد قوات الدعم السريع.

ورغم أن القيادة السودانية رفضت الاقتراح الإيراني لإنشاء قاعدة بحرية على ساحل السودان، إلا أن إيران واصلت تقديم مساعدات عسكرية تهدف إلى الضغط على خصومها الإقليميين ودفعهم لدعم الجيش السوداني في مواجهته مع قوات الدعم السريع.

التداعيات الإقليمية لتورط إيران في السودان:
إن دخول إيران على خط الحرب الأهلية السودانية يمثل تصعيدًا قد يؤدي إلى تداعيات تتجاوز الحدود السودانية. مع تزايد تدفق الأسلحة الإيرانية، يُحتمل أن يؤدي ذلك إلى اشتداد الصراع الداخلي السوداني، وانتقاله إلى البلدان المجاورة، وهو ما قد يحول منطقة البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة دولية معقدة.

التأثيرات على الأمن الإقليمي والدولي:
يخشى المراقبون من أن الأسلحة الإيرانية في السودان ستؤدي إلى تصاعد الصراع في المنطقة وإشعال المزيد من النزاعات. وبحسب المحلل عبد المنعم همت، فإن البحر الأحمر قد يصبح ساحة جديدة للتوترات الدولية، مما يعقد الوضع الأمني ويعرض الملاحة الدولية لتهديدات جسيمة، في ظل استخدام الأسلحة الإيرانية في مواجهة قوى إقليمية ودولية.

الخاتمة:
تواجه السودان تحديات كبيرة نتيجة تدخل إيران في حربه الأهلية، مما يعرضه لخطر فقدان السيطرة على مساره السيادي أمام النفوذ الأجنبي. وفي الأمد القريب، قد تسهم هذه التحركات الإيرانية في تأجيج الصراع وتعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. يعد النفوذ الإيراني في السودان عنصرًا رئيسيًا في إعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية، مما يتطلب اهتمامًا متزايدًا من الأطراف الإقليمية والدولية المعنية باستقرار البحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى