إليك تفاصيل مشروع “حل الدولتين” الذي تطالب به بعض الدول الإقليمية
يمثل تحرير “دولة فلسطين” حلم كل عربي ومسلم وفلسطيني، فيما يبقى هاجس الدول الغربية ببناء دولة يهودية تسمى إسرائيل ” في قلب الشرق الأوسط، لغايات سياسية واقتصادية وغيرها.
وتزايدت التوترات في فلسطين على أعقاب عملية نوعية شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في الـ7 من أكتوبر سميت “طوفان الأقصى”، لترد إسرائيل بعملية أخرى سميت “السيوف الحديدة”، راح ضحيتها آلاف الضحايا من الشعب الفلسطيني، فيما زادت المطالبات الدولية والإقليمية بالرجوع إلى مشروع “حل الدولتين” المرجعي الذي اعتمده المجتمع الدولي لحل أحد أقدم النزاعات في العالم.
ويقضي المقترح بحل للصراع “العربي _ الإسرائيلي” يقوم على تراجع العرب عن مطلب تحرير كامل فلسطين وعن حل الدولة الواحدة، وتشكيل دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان جنبا إلى جنب، هما دولة “فلسطين” إلى جانب دولة “إسرائيل”، وهو ما تم إقراره في قرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1967 وسيطرة إسرائيل على باقي أراضي فلسطين التاريخية.
وتحول هذا البرنامج من برنامج مرحلي على طريق العودة والتحرير إلى برنامج مكون من ثلاث ركائز (حق العودة، وتقرير المصير الذي يشمل إقامة دولة على حدود 1967، والمساواة بين المواطنين في إسرائيل)، ثم إلى برنامج نهائي وصولًا إلى اتفاق أوسلو الذي اعترف بإسرائيل على 78% من أرض فلسطين، وقزم وقسم كل من القضية والأرض والشعب إلى أقسام ومراحل وقضايا انتقالية ونهائية، إذ صار البرنامج المرحلي برنامجًا نهائيًا، ولم تكن هذه النتيجة حتمية.
وكان المشروع قد حظي بتأييد منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم كافة الفصائل والأحزاب الفلسطينية ما عدا حركتي حماس والجهاد الإسلامي القويتين في قطاع غزة. وتعارض حركة حماس، التي لا تعترف بإسرائيل، حل الدولتين وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على كامل أراضي فلسطين التاريخية.
في حين ألقى بنيامين نتانياهو خطابه في “بار إيلان” وأيد لأول مرة علنا فكرة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، في 14 حزيران/يونيو 2009، ليعود وبعد ست سنوات خلال الحملة الانتخابية ويقول: إن “الواقع تغير”، ويدعوا لتوسيع الاستيطان وضم الضفة الغربية المحتلة.
بعد عشرات السنين من الأوهام والرهان والتجارب والمبادرات والمفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول “حل الدولتين”، ثبت بالملموس أن إسرائيل لا توافق أبدًا على قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، لأنها لا تجد من يجبرها على ذلك، وكونها تحد من سيطرتها ونفوذها ومن إمكانية تحقيق أطماعها وأحلامها في إقامة “إسرائيل الكبرى.
وتكثر الدعوات والمطالبات بالعودة لتطبيق المشروع في ظل التوترات الأخيرة بالرغم من فشله، ولكن لا يزال العالم مؤمن به لأسباب مبدئية أخلاقية تتعلق بضرورة التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، ولأن بقاءها دون حل – وهذا هو الأهم – يجعلها مصدر عدم استقرار وتهديد للأمن والسلم في المنطقة والعالم.