إسـ*ـرائيل تقترح رفع العقوبات عن نظام الأسد مقابل ضبط الحدود ومنع تسليح الحـ*ـزب
في ظل تفاقم الأزمات الإقليمية، أفادت مصادر دبلوماسية بأن إسرائيل قدمت اقتراحًا يتضمن رفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري بشار الأسد، بشرط إغلاق الحدود اللبنانية-السورية بالكامل ومنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله.
ويُعتبر هذا الاقتراح جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى تعزيز الاستقرار على حدودها الشمالية، حيث تركز الخطة على إشراك روسيا للضغط على النظام السوري لضبط الحدود مع لبنان.
وتعتمد إسرائيل على نفوذ موسكو في دمشق لإغلاق المعابر غير الشرعية التي تُستخدم لتهريب الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر ما يُعرف بـ”الأوتوستراد الإيراني”.
وضمن هذه الخطة، أبدى مسؤولون إسرائيليون استعدادهم لدعم تجميد العقوبات الأميركية على سوريا، في حال التزام “الأسد” بالشروط المطروحة. وتشير تقارير إلى أن النظام السوري بدأ بالفعل باتخاذ إجراءات للحد من تحركات حزب الله، بما في ذلك ضبط الحدود وتقييد تنقلات المقاتلين.
يتزامن هذا الاقتراح مع تصعيد عسكري إسرائيلي ضد مواقع حزب الله في سوريا، فقد استهدفت غارات جوية مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية قرب دمشق، شملت مناطق مثل كفرسوسة والمزة، كما طالت الضربات مواقع تابعة لمنظمات فلسطينية مدعومة من إيران، مثل حركة الجهاد الإسلامي.
تهدف هذه العمليات إلى تقليص نفوذ حزب الله وضمان استقرار المستوطنات الإسرائيلية الشمالية التي شهدت موجات نزوح بسبب التوترات الأخيرة.
في تطور لافت، زار وفد روسي رفيع تل أبيب لمناقشة تفاصيل الخطة الإسرائيلية، بينما كثّفت إيران تحركاتها، حيث زار مستشار المرشد الإيراني “علي لاريجاني” ووزير الدفاع الإيراني دمشق لإجراء محادثات مع الأسد.
وتعكس هذه التحركات الاهتمام الدولي المتزايد بالأوضاع على الحدود اللبنانية-السورية، في ظل محاولات كل طرف لتثبيت نفوذه.
فإذا نجحت هذه المفاوضات، فقد تُحدث تغييرات جوهرية في المشهد الإقليمي. من جهة، ستتمكن إسرائيل من تأمين حدودها الشمالية، ومن جهة أخرى، قد يحصل الأسد على فرصة لتخفيف العقوبات الاقتصادية. في المقابل، ستواجه إيران وحزب الله تحديات كبيرة إذا أُغلقت مسارات التهريب.
وقد تكون زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين المرتقبة إلى بيروت وتل أبيب حاسمة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة، إذ من المتوقع أن تناقش تفاصيل الخطة وآليات تنفيذها بالتنسيق مع الأطراف الدولية.
ويمثل الاقتراح الإسرائيلي تطورًا بارزًا في مساعي تسوية الأزمات الإقليمية. نجاحه قد يعيد تشكيل قواعد اللعبة على الحدود اللبنانية-السورية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوازنات في الشرق الأوسط.