إثر خلافات بين الفرقة الرابعة التابعة لنظام الأسد و“لواء فاطميون الأفغاني” الأخيرة تمنع دخول الرابعة لمدينة السخنة
أفادت بعض مصادر الإعلام، اليوم السبت 6 تموز/ يوليو، بأنه بعد خلافات بين عناصر أحد الحواجز التابعة لميليشيا “لواء فاطميون الأفغاني” وبين عناصر الفرقة الرابعة التابعة لنظام الأسد، قامت المليشيات بمنع دورية من مرتبات الفرقة الرابعة من دخول مدينة السخنة -المعقل الرئيسي الأكبر لفاطميون- على الرغم من إبلاغهم بأن عناصر الفرقة الرابعة كانوا بصدد إجراء دورية استطلاعية في عمق البادية السورية ضمن عملية تمشيط المنطقة من مقاتلي تنظيم الدولة “داعش”.
وأفادت مصادر محلية من أهالي مدينة السخنة اعتراض عناصر فاطميون طريق دورية الفرقة الرابعة على مدخل السخنة الجنوبي ومنعهم من دخول المنطقة أثناء قدومهم من منطقة كازية الفارس، تحت ذريعة أنها مربع أمني يُمنع الاقتراب منه من قبل أي جهة عسكرية أو مدنية على حدّ سواء، في إشارة إلى مركز العمليات الإيراني الذي اتّخذ من منازل الأهالي والمدرسة مقرًا رئيسيًا لتنفيذ خططهم العسكرية بريف حمص الشرقي.
ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة، إلى حدوث مشادات كلامية بين عناصر الرابعة وفاطميون، ما أدى إلى طلب قائد الدورية الرائد “محمد المحمد” بالتراجع تحت تهديد الاستهداف في حال مخالفة التعليمات، ودفع هذا الأمر “المحمد” إلى التصعيد والتوعّد باعتراض جميع الدوريات الموالية لإيران في البادية السورية، مستعينًا بنقاط تمركز الفرقة الرابعة الموجودة بريف حمص الشرقي.
وحسب مصادر خاصة فإن الميليشيات المدعومة من قبل إيران المتمثلة في “الحرس الثوري الإيراني، لواء فاطميون الأفغاني، حركة النجباء العراقية، لواء زينبيون، ومجموعات أخرى من حليفها حزب الله اللبناني” باتت تفرض هيمنتها المطلقة على مساحات واسعة من ريف حمص الشرقي، وقد بدأت معالم هذه الهيمنة بالظهور بشكل جلي منذ بداية عام 2019.
وأكد المصدر فرض الهيمنة الإيرانية على مناطق استراتيجية ضمن الريف الشرقي لمدينة حمص، لاسيما ضمن مناطق البيارات ومهين وحوارين، إضافة إلى السيطرة على مدينة السخنة بأكملها وأجزاء واسعة من الحي الغربي لمدينة تدمر الأثرية، هذه المناطق تمثّل امتدادًا للمناطق المستحوذ عليها شمال شرق سوريا وصولاً إلى مدينة البوكمال التي تصلها بالحدود البرية العراقية-السورية.
وذلك ما يتعلق بالمواقع الاستراتيجية، حيث فرضت إيران هيمنتها على مطار التيفور عقب تفاهمات جرت مع القوات الروسية التي أخلت بدورها القسم الذي شغلته ضمن مستودعات مهين لصالح إيران منتصف عام 2021، قبل بناء المعسكر الأكبر للمقاتلين الأجانب داخل منطقة الدوة الزراعية جنوب شرق مدينة تدمر.
ولم تكتفِ إيران بالعمل على فرض الهيمنة الأمنية والعسكرية بريف حمص الشرقي، بل تعمدت التغلغل ضمن مفاصل الحياة المدنية للأهالي، مستغلة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها قاطنو القرى النائية، وقد بدأت على إثر ذلك بإقامة دورات دينية تهدف لنشر التشيّع بما يخدم مصالحها مستقبلاً، ما يهدد بتغيير الطابع الديمغرافي في المنطقة واندثار الهوية الحقيقية للسكان الأصليين.
وتابعت المصادر أنه عقب انتهاء المعارك التي شهدها ريف حمص الشرقي بين قوات النظام السوري المدعومة عسكريًا من قبل حليفه الإيراني وحزب الله اللبناني، تمكنت طهران من الحصول على امتيازات بموجب تفاهمات مع حكومة الأسد تمثلت في الحصول على عقود طويلة الأمد في مجال استخراج الموارد الباطنية.
وقد باشرت شركات استثمار إيرانية ولبنانية عملها في مقالع استخراج الفوسفات بمنطقتي الشرقية والصوانة جنباً إلى جنب مع شركات الاستثمار الروسية، بالإضافة إلى إدخال خبراء إلى حقل زملة المهر للغاز الذي بات أحد أكبر التجمعات الاقتصادية الإيرانية في المنطقة الشرقية من محافظة حمص.
ومن الجدير بالذكر أن الخط الذي ترسمه مناطق السيطرة والنفوذ الإيراني بريف حمص الشرقي يدل على استمرار وسعي الميليشيات الداعمة لطهران لتطبيق خطوات مشروع الهلال الشيعي الذي يربط بين إيران والعراق مروراً بالبادية السورية وصولًا إلى معقل حليفها الأبرز حزب الله في الجنوب اللبناني.