كشفت وزارة الخارجية الألمانية عن إصدار أكثر من 80 ألف تأشيرة للراغبين في العمل خلال النصف الأول من عام 2024، نصفهم تقريباً من العمال المهرة، مقارنة بـ37 ألف تأشيرة لنفس الفئة العام الماضي. وبلغ إجمالي التأشيرات الصادرة لأغراض العمل في عام 2023 حوالي 157 ألفاً، منها 79 ألفاً مخصصة للعمال المهرة.
ورغم بدء تطبيق “بطاقة الفرصة” في يونيو الماضي، لم تؤثر بشكل كبير على أعداد المهاجرين. فحتى الآن، تم إصدار نحو 200 تأشيرة فقط على أساس هذا النظام. وتتطلب البطاقة مؤهلات مهنية أو جامعية معترف بها، وإجادة اللغتين الألمانية أو الإنجليزية، بجانب نظام نقاط يعتمد على الخبرة، العمر، والصلة بألمانيا.
منذ عام 2020، تطبق ألمانيا قانوناً خاصاً لهجرة العمالة الماهرة، وشهد هذا القانون إصلاحات في نوفمبر 2023، أبرزها تسهيل الحصول على “البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي”. كما بات بإمكان العمال المهرة الحاصلين على مؤهلات جامعية وخبرة عملية دخول ألمانيا دون الاعتراف المسبق بمؤهلاتهم، بشرط توفر عرض عمل براتب سنوي يتجاوز 40,770 يورو، أو توافقه مع اتفاقيات الأجور الجماعية.
تسعى ألمانيا أيضاً لتوسيع فرص العمالة من دول غرب البلقان، وتسريع إجراءات التأشيرات عبر الرقمنة الكاملة بحلول عام 2025. ومع ذلك، تواجه البلاد تحديات في تعزيز “ثقافة الترحيب”، إذ أكد بيتر أدريان، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية، ضرورة تحسين إجراءات التأشيرات وتوفير السكن وخدمات رعاية الأطفال لاستقطاب العمال المهرة.
وأشار مسح اقتصادي إلى أن أكثر من نصف الشركات الألمانية تعتبر نقص العمالة الماهرة تهديداً كبيراً لأعمالها، بجانب ارتفاع أسعار الطاقة وضعف الطلب المحلي. وأكد أدريان على الحاجة إلى تبسيط إجراءات استقدام العمال، معتبراً أن تعقيد القوانين قد يحد من نجاح جهود جذب المهنيين المهرة إلى ألمانيا.
