قال الصحفي والكاتب المصري أسعد طه، خلال محاضرة له، حضرتها “داماس بوست”، إن من أكثر الأسئلة التي تراوده بخصوص الأجيال السابقة والأجيال الحالية، هي أي الجيلين عانى أكثر؟
وفي جوابه على هذا السؤال، أكد بدايةً على أن جيله “الجيل القديم” شهد نكسة الـ67 كما تسمى، وشهد أيضًا العديد من الأحداث الصعبة التي مرت على الأمة، لكنه قال إن الجيل الحالي “جيل الربيع العربي” عانى ويعاني أكثر من الأجيال التي سبقته.
وبرر أسعد طه نتيجته التي وصل إليها، بأنك لا تجد شابًّا – في المناطق التي شهدت حربًا – إلا ومر بتجربة قاسية، أو ما زال يمر بها، أو رأى شخصًا يمر بها، مثل إصابة، أو استشهاد صديق أو قريب، أو حصار وجوع، أو فقر، أو هجرة ونزوح، إلى آخر أنواع المعاناة هذه المتصلة بالحروب.
وأما في المناطق أو الدول التي لم تشهد حربًا فإن الانفتاح على الثقافات الأخرى وتغير العالم “بجنون” والتفكير الدائم بالمستقبل، يجعل الشباب يعانون من ضغوطات نفسية قاسية.
ونوّه طه أن “الأمراض النفسية” ليست جنونًا كما كان يعتقد الناس في السابق، وإنما هي عرض من أعراض الحياة يمكن أن يصيب أي إنسان، ولعل أفضل علاج لها، بحسب رأيه، “الفضفضة”.
وأشار إلى أن الفضفضة تساعد كثيرا على تجاوز الأزمات النفسية، وهي ليست ثرثرة، ولا مضيعة للوقت، ولا حتى كشفًا للأسرار، وإنما هي “حديث القلب” والتعبير عما يجده الإنسان بداخله، وهي “تنفيس” يؤدي إلى الراحة ويخفف مما يجده الإنسان في داخله قبل أن يؤدي ذلك لانفجاره.
