آراء صحفيين وكتاب أتراك بشأن مسألة تطبيع العلاقات بين حكومة نظام الأسد وأنقرة
تباينت آراء الصحفيين والكتاب الأتراك، حيال مسألة تطبيع العلاقات بين حكومة نظام الأسد وأنقرة، إذ عدها البعض “أمراً جيداً”، بينما أعرب آخرون عن قلقهم من الوساطة الروسية.
وعدّ الكاتب التركي في صحيفة “جمهوريت” المعارضة، أورهان بورصلي، عودة أنقرة إلى “سياسة واقعية” مع حكومة نظام الأسد “أمراً جيداً”، معتبراً أن تركيا تكبدت خسائر كبيرة بسبب العداء مع رأس نظام الأسد.
وقد عبر الكاتب في صحيفة “يني شفق”، سليمان سيفي أوغون، عن قلقه إزاء محاولات التطبيع بين أنقرة ودمشق برعاية موسكو، معتبراً أن الوساطة الروسية هدفها إبعاد تركيا عن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فضلاً عن عدم تفاؤله تجاه الأسد.
وحول صمت حكومة نظام الأسد إزاء التصريحات المتعاقبة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن لقاء الأسد، رأى الكاتب في صحيفة “حرييت”، عبد القادر سيلفي، أن الأسد لا يملك سوى خيارين: إما استمرار توازن الرعب الحالي، أو البدء بتطبيع العلاقات بسرعة.
بينما رأى المحلل السياسي إيلتر توران، أن أردوغان “تخلى تماماً” عن دعم المعارضة السورية، كما أنه من الواضح أنه ضد أحلام “الحكم الذاتي” للأكراد الذين يتمتعون بالدعم الأميركي.
وسبق أن صرح الناطق باسم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا عمر جليك، في 9 من تموز/ يوليو، إن العمل مستمر حول تحديد موعد ومكان لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره بشار الأسد.
وفي 7 من تموز/ يوليو، استبعد مدير “المركز السوري للعدالة والمساءلة” محمد العبد الله، أن تتحرك واشنطن للحد من مسار التقارب بين حكومة نظام الأسد وأنقرة، بسبب “وجود حالة من البرود الأمريكي في التعامل مع مسارات التطبيع مع رأس نظام الأسد.
وأكد العبد الله، إن واشنطن قدمت فقط نوعاً من الاعتراض اللفظي على التطبيع العربي مع الأسد، واكتفت بفرض عقوبات على حكومة نظام الأسد، والتصريح أنها لا تشجع هذا التطبيع.
وتابع العبد الله أن الإدارة الأمريكية ليس لديها ما تقدمه لثني أنقرة عن التطبيع مع حكومة نظام الأسد، لكن في حال فوز دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية المقبلة، قد يقدم “بعض الإغراءات” لتركيا لوقف مسار التطبيع مع الأسد.
بينما رأى الباحث السياسي التركي عمر أوزكيزيلجيك، أن برود السياسة الأمريكية تجاه سوريا، شجع تركيا على السعي للتطبيع مع حكومة نظام الأسد، وفق موقع “عنب بلدي”.
وأوضح أوزكيزيلجيك أن أنقرة توقعت تخلي واشنطن عن دعم “وحدات حماية الشعب” الكردية بعد هزيمة تنظيم “داعش”، لكنها لم تفعل ذلك، كما لم تقدم أي تعاون مشترك مع تركيا لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وينظر متابعون للتصريحات التركية بأنها “غير مفهومة التوجه”، وأنها ربما تكون ضرورة مرحلية، لن تتعدى التصريحات السياسية لتحقيق توازن انتخابي وإرضاء بعض القوى المطالبة بالتواصل مع نظام الأسد لحل مشكلة الاجئين ولتقويض التنظيمات الإرهابية شمال سوريا، ولكن يبقى السؤال الذي يحتاج لإجابة واضحة “هل يقبل أردوغان أن يضع يده بيد مجرم حرب كالأسد بعد كل هذه القطيعة والتصريحات لعقد من الزمن”؟.