التقارير الإخباريةمحلي

وفاة طفلة سورية في لبنان نتيجة تأخر إعادة التوطين: قضية تعكس معاناة اللاجئين بين وعود الانتقال وصعوبات الواقع

في إحدى خيم اللجوء في شمال لبنان، توفيت الطفلة السورية هدى الأشقر، حيث تعيش أسرتها منذ فرارهم من سوريا في 2013. والداها، ضحى الدايخ وزهير الأشقر، لم يتمكنا من تأمين الرعاية الطبية اللازمة لها رغم أنها كانت تعاني من مشاكل صحية تدهورت سريعاً في الأسابيع الأخيرة قبل وفاتها. وأوضح زهير في حديثه عن خسارته، أن التأخر في إجراءات إعادة التوطين إلى أيرلندا ساهم في تعقيد وضعهم الطبي والمعيشي، حيث لم تتمكن الأسرة من الوصول إلى الخدمات الطبية المناسبة.

كانت العائلة ضمن حوالي 375 لاجئاً سورياً وافقت أيرلندا على إعادة توطينهم بعد زيارة وفد أيرلندي للبنان في نوفمبر 2022. من بين هؤلاء، كان هناك 185 طفلاً. وعلى الرغم من إبلاغ العائلات أنه سيتم نقلهم إلى أيرلندا بحلول نهاية 2023، إلا أن أربع عائلات فقط وصلت حتى الآن، بينما بقيت البقية، مثل أسرة هدى، تنتظر في ظروف معيشية صعبة وتواجه تحديات يومية.

ومع تصاعد التوترات في المنطقة، خاصة بعد أحداث 23 سبتمبر التي شهدت اشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، ازدادت صعوبة الوضع على اللاجئين السوريين. واضطرت بعض العائلات للهرب لمسافات طويلة بحثاً عن الأمان، ووجدوا أنفسهم مضطرين للنوم في الشوارع أو في أماكن إيواء مؤقتة. كان لهذه الأحداث تأثيرات نفسية جسيمة، خاصةً على الأطفال، الذين عانوا من نوبات الهلع بسبب أصوات الطائرات ووقع الغارات الجوية.

هدى، التي كانت تحب اللعب مع شقيقها محمود، أصبحت رمزاً لمعاناة اللاجئين في لبنان، حيث لم تتمكن أسرتها من الحصول على تشخيص دقيق لحالتها أو الوصول إلى رعاية طبية ملائمة. وفي ظل الأزمة الاقتصادية وانهيار النظام الصحي اللبناني، كانت التكاليف الطبية باهظة للغاية، ما دفع بعض المستشفيات للتهديد بإخراج هدى من المستشفى رغم حالتها الحرجة.

وأوضح زهير الأشقر أنه حاول الاستنجاد بالقنصلية الأيرلندية في لبنان لتسريع إجراءات سفر عائلته أو لتقديم الدعم الطبي لابنته، إلا أن الرد جاء بعدم وجود قدرة لديهم على المساعدة. وقال الأشقر لصحيفة آيريش تايمز: “بذلت كل ما في وسعي لعلاجها أو حتى السفر معها إلى بلدكم، لكن الموت كان أسرع. كان السبب في ذلك الإهمال من السلطات المسؤولة عن إعادة التوطين.”

هدى التي عُرفت بلطفها وأحبها الجميع في المخيم، كانت تلعب باستمرار مع شقيقها، والآن تملأ الخيمة ذكريات صامتة عنها، بحسب والدتها التي تتصفح صور ابنتها في المستشفى. وتؤكد وزارة الأطفال والمساواة الأيرلندية، المشرفة على برنامج إعادة التوطين، أنها لا تعلّق على الحالات الفردية، فيما أشار متحدث باسم الوزارة إلى أن النقص في أماكن الإقامة وزيادة أعداد اللاجئين تظل تحديات تعيق نقل اللاجئين من لبنان في الوقت المناسب.

تتجلى مأساة الطفلة هدى في قصص العائلات اللاجئة التي تنتظر فرصة لبدء حياة جديدة بعيداً عن أجواء الحروب. حالة هدى وسوء الأوضاع التي عاشتها تسلط الضوء على الحاجة الماسة لتسريع جهود إعادة التوطين وضمان توفير الرعاية الطبية للأطفال اللاجئين الذين ينتظرون أملاً جديداً خارج حدود الخيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى