مقالات الرأي

واشنطن وهندسة الرد الإسـ*ـرائيلي!

الباحث والسياسي أحمد رمضان

‏٢٥ يوماً احتاجت إدارة بايدن كي تقوم بهندسة رد تل أبيب على قصف إيران لها، ولم يكن أحد في المنطقة لا يعلم بموعد الهجمات وطبيعتها، وفي المقدمة منها إيران!.
‏عاد نتنياهو إلى قواعد التخادم، والتزم الضوابط التي وُضعت له، واستخدم مسؤول أمريكي عبارة “تصميم الرد”، ولكن في ثنايا الضربة لإيران، كانت هناك أهداف خارجها، فما هي الأهداف وما هي الرسائل:
‏١) اختارت واشنطن الأهداف، وهي عسكرية واستخبارية، وشملت إيران، ‌ #العراق ⁩، وسورية.
‏٢) عمليات القصف جوية، بالطيران الحربي والمسيَّر، وشاركت فيها لوجستياً قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة.
‏٣) الأهداف في إيران تركزت على مواقع محسوبة على الحرس الثوري الإيراني، وفي معسكرات تم الإبلاغ عنها مسبقاً، بهدف عدم وقوع ضحايا بأعداد كبيرة.
‏٤) الأهداف الأهم تمت في ‌ #سورية ⁩، وركزت على مواقع تخزين الأسلحة والصواريخ، وشملت ‌ #دمشق ⁩، حمص، طرطوس، ومصياف بريف حماة.
‏٥) واشنطن أبلغت دول المنطقة بالرد الإسرائيلي الوشيك، وطلبت من طيرانها المدني الابتعاد عن الأجواء الإيرانية والعراقية، وطمأنتها بأنها سوف تتدخل لتوفير الحماية لها في حال حصول رد إيراني.
‏٦) الرد الإيراني جاء من جبهة ‌ #لبنان ⁩، وشمل إطلاق صواريخ على نطاق واسع على التجمعات الإسرائيلية ضمن خطوط الاشتباك القائمة، ولكن الرد المباشر من إيران سيتأخر، وقد لا يتم، إلا إذا تكرر الهجوم الإسرائيلي، وطال أهدافاً حيوية، نفطية أو نووية.

‏لماذا تدخلت واشنطن؟
‏• إدارة بايدن قلقة من انزلاق الأمور إلى حرب أوسع، بعد الوقوف على أدلة عن تدخل روسي مباشر، من خلال تقديم أسلحة متوسطة إلى حزب الله عبر إيران، تساعده في ضرب سلاح المدرعات الإسرائيلي.
‏• واشنطن تلتقي تكتيكياً مع نتنياهو، لكنها تختلف في الأهداف الاستراتيجية للحرب، ولذا تقوم بهندسة المشهد العسكري بين دول الإقليم، خشية أن ينعكس سياسياً في واشنطن، في وقت تبدو فيه المرشحة هاريس في وضع متأرجح، وغير واثقة من الفوز في الانتخابات.
‏• التهديدات الإيرانية بتوسيع نطاق الحرب إقليمياً دعت واشنطن لتضييق نطاق الأهداف، ولكن لا ينبغي الوقوف عند ذلك، فقد تلجأ تل أبيب، بدعم أمريكي، لتوجيه ضربات “غامضة” داخل إيران، تحدث أثراً ولكن يصعب تحديد جهة التنفيذ والكيفية التي تمت بها.

‏الرسالة الأهم
‏- لماذا لم تقم واشنطن “بهندسة” حرب نتنياهو على غزة، ومنع المقتلة الوحشية التي تمت (١٤٢ ألف شهيد وجريح)، وتدمير ٩٠٪ من عمران غزة؟
‏- ألم يكن بوسع بايدن وإدارته، لو أرادت، أن تمنع القتل والتدمير والتهجير والتجويع الحاصل في غزة؟، وهل تعمَّدت أن يكون بهذه القسوة وهذه الوحشية للانتقام من الفلسطيني المقاوم للاحتلال؟.
‏- تل أبيب لاعب صغير بدون واشنطن .. الحاضن والراعي والحامي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى