“هيئة تحرير الشام” تعتقل “بشكل وحشي وهمجي”، 11 شخصاً وناشطاً بمناطق متفرقة في إدلب وريفها
تستمر القوى الأمنية التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، اليوم الاثنين 24 حزيران/ يويو، بحملات الاعتقال المكثفة التي بدأت بها يوم أمس الأحد في عدة مناطق بريف إدلب، طالت شخصيات مناهضة لها، ومن منسقي الحراك الشعبي في ريف إدلب.
وكما صرح “تجمع الحراك الثوري” في شمال غربي سوريا، إن “جهاز الأمن العام” التابع لـ”هيئة تحرير الشام”، اعتقل “بشكل وحشي وهمجي”، 11 شخصاً وناشطاً بمناطق متفرقة في إدلب وريفها، وأضاف التجمع المناهض للهيئة في بيان، أن الاعتقالات تخللها “محاولات دهس وإطلاق نار واعتداء على النساء”.
واعتبر البيان، أن هذه “التصرفات المشينة”، تدل على أن المتظاهرين يتعاملون مع “عصابات مافيوية”، وتؤكد “صحة وصواب الطريق” الذي سلكه المحتجون ضد الهيئة، وقد وحمّل البيان، حكومة “الإنقاذ” والوسطاء، مسؤولية سلامة وأمن المعتقلين، ولم تصدر “تحرير الشام”، أي تعليق رسمي حول الاعتقالات.
حيث أكدت بعض المصادر أن أمنية الهيئة اعتقلت الأستاذ “عبد الله ملندي” من أمام منزله في إسقاط قرب سلقين إضافة لرجل آخر، كما اعتقلت “عماد الدالاتي” من محله في مدينة معرة مصرين، وهو من مدينة الزبداني ويعتبر من أول الثائرين في البلدة، وكان أول من اعتقله النظام سابقاً قبل سنوات من بلدته قبل خروجه بحملات التهجير.
وتشهد مناطق ريف إدلب – جبل الزاوية تحديداً، حالة استنفار كبيرة لأمنية الهيئة، وسط توارط أنباء عن محاولة اعتقال أحد الفعاليات المدنية المناهضة لها في المنطقة، فيما تتوارد معلومات نشرتها وكالات محلية بأن الهيئة تنوي إجبار المناهضين لها الخروج إلى مناطق عفرين وشمالي حلب، ضمن سياسة تهجير واضحة، لمنعهم من المشاركة في المظاهرات المناهضة لها بإدلب.
وسبق أن شنت عناصر أمنية تابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، أمس الأحد 23 حزيران 2024، حملات دهم واعتقالات طالت العديد من منظمي الحراك الشعبي المناهض ضدها والمشاركين فيه في عدة مناطق بإدلب وأريحا وسلقين، بينهم معتقلين مفرج عنهم مؤخراً من سجون الهيئة.
وأفادت المصادر أن عناصر أمنية وأخرى من شرطة الإنقاذ في سلقين، اعتقلت رجلاً مسناً يدعى “وليد ديبو” على خلفية إشكالية حصلت بينه وبين عناصر من شرطة الإنقاذ لتجاوزهم الدور في شركة الكهرباء، وعندما احتج أولاده أمام مخفر المدينة للإفراج عنه، قامت عناصر الشرطة باعتقال ثلاثة من منهم وقريب له، وهددت باقي المحتجين بالاعتقال قبل تفريقهم.
وكما اعتقلت أمنية “تحرير الشام”، في مدينة أريحا، الناشط الثوري “محمد قيطاز” الذي أفرج عنه قبل أيام قليلة من سجون الهيئة، وهو من منسقي الحراك المناهض ضدها، إضافة لقريب له وهو من أشهر رماة التاو في إدلب يدعى “بسيم قيطاز”، ورجل مدني يدعى “سمير العلي” بسبب مشاركتهم في التظاهرات المناهضة للهيئة في المدينة.
وأما في مدينة إدلب، فإن أمنية “هيئة تحرير الشام”، اعتقلت فيها أمس 23 حزيران 2024، الشيخ “أبو شعيب المصري”، وأحد أبنائه، من أمام مسجد الروضة في مدينة إدلب، بعد قرابة أسبوعين من الإفراج عنه، جاء ذلك بعد فضحه ممارسات التعذيب والاعتقال لنساء وأطفال في سجون الهيئة.
وقالت المصادر، إن دورية أمنية اعتقلت الشيخ “طلحة الميسر المعروف بلقب أبو شعبيب المصري”، في مدينة إدلب، إضافة لأحد أبنائه، في حين طوقت عناصر أمنية منزله في المدينة، وقامت باقتحامه، وطلبت جميع الأجهزة الخلوية والأجهزة الخاصة به، وذلك بعد حديثه أمام عدد من الشخصيات عن صنوف التعذيب والاعتقال التي تمارسها الهيئة في سجونها، لاسيما النساء والأطفال.
وأكد الأهالي وبعض ناشطو الحراك أن سجون “الأمن العام” تفيض بآلاف المعتقلين، منهم مضى على اعتقاله سنوات عديدة، ولايزال مصيره مجهول لعائلته، فيما يتم الكشف بين الحين والآخر عن تنفيذ أحكام إعدام ميدانية بحق عدد من المعتقلين بتهم الاحتطاب والعمالة، دون أن تسلم جثث أؤلئك لذويهم، في جرائم متتالية، تحاول قيادة الهيئة اليوم إنهائها من خلال تغير شكلي في الجهاز الأمني وإلحاقه بحكومة الإنقاذ المدنية.
وسبق أن نشرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، أن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي – 8 أساليب تعذيب نفسي – أعمال السخرة).
وأشارت الشبكة إلى أن “هيئة تحرير الشام” تستخدم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.