إنفوغراف

مناورة إيرانية جديدة بين أنقرة ودمشق… هل تنجح طهران بتطبيع العلاقات؟

الحدث: زيارة وزير الخارجية حسين عبد اللهيان إلى دمشق. 

التحليل: وصل وزير خارجية إيران، حسين عبد اللهيان، صباح اليوم السبت، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية يبدو أنها تحمل عددًا من الرسائل السياسية من حيث توقيتها والتصريحات المصاحبة لها، ويمكن اختصار تلك الرسائل بالنقاط التالية:

تأتي الزيارة مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات النووية في العاصمة القطرية، الدوحة، الأمر الذي يمكن قراءته بأن عبد اللهيان سيدفع خلال زيارته بنظام الأسد والمليشيات الشيعية في سوريا للتصعيد ضد الوجود الأمريكي في الفترة القادمة، وذلك لتقوية موقع بلاده التفاوضي أمام واشطن.   

عقد الوزيران مؤتمرًا صحفيًا في مطار دمشق، في رسالة تحد واضحة للقصف الإسرائيلي، وذلك بعد تعرض مطار دمشق للقصف وتوقفه عن العمل لنحو أسبوعين الشهر الماضي. 

في حين قصف سلاح الجو الإسرائيلي مجددا مواقع للمليشيات الإيرانية جنوبي طرطوس، قبيل وصول عبد اللهيان بساعات، وربما تكون الطائرات الإسرائيلية قد التقت بطائرة عبد اللهيان خلال عودتها لمدرجها فوق سماء دمشق، الأمر الذي يحمل رسائل “إسرائيلية” حازمة لطهران، بحال كانت تل أبيب على علم مسبق بالزيارة، وهو أمر غير مستبعد وسط الاختراقات التي نجح “الموساد” بتحقيقها في الفترة الماضية.

بينما أدان الوزير الإيراني ـ بشكل باهت ـ  عملية القصف فور هبوطه، مشيرًا إلى أن هدف الهجمات الإسرائيلية “إظهار دمشق كمدينة غير آمنة لعرقلة عودة المهجرين”، وهو ما يشير لعجز إيران عن بلورة رد حقيقي على تلك الهجمات، وفشلها في مواجهة استراتيجية “إطلاق الرصاص على القدمين” التي تتبعها إسرائيل تجاهها. 

سبقت زيارة عبد اللهيان لدمشق، زيارة أخرى لأنقرة قبل أيام، التقى خلالها الرئيس التركي وعددًا من المسؤولين الأتراك، وأعلن عقبها تفهم طهران لـ”مخاوف تركيا الأمنية”، الأمر الذي فُهم كتأييد من إيران للعملية التركية المرتقبة، ليعلن عبد اللهيان من دمشق أن “إيران تتفهم المخاوف التركية ولكنها تعارض أي عمل عسكري في سوريا”، مضيفا: “نحاول حل سوء الفهم بين سوريا وتركيا عبر الطرق الدبلوماسية والحوار”، وأن “إحلال السلام بين تركيا وسوريا” ضمن أهداف زيارته لدمشق، التي تأتي استكمالا لزياراته لتركيا والتي استمرت 4 أيام وهو ما يحمل عدة دلالات أبرزها: 

أ. تحاول إيران لعب دور الوسيط بين أنقرة ودمشق، وتطبيع العلاقات بين الجانبين، إلا أن تناقض التصريحات الإيرانية التي أدلى بها عبد اللهيان في أنقرة ودمشق يشي بصعوبة تقريبات وجهات النظر، خاصة مع إصرار تركيا على إطلاق عمليتها العسكرية، وتصريحات إيران بأنها تعارض أي عمل عسكري في سوريا. 

ب.  لا يدخل الشمال والشمال الشرقي لسوريا، ضمن المجال الحيوي للمشروع الإيراني، لذلك لا ترى طهران خطرًا كبيرًا في الوجود التركي على مشروعها، وهو ما يفسر مساعيها لتطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد، الأمر الذي صرح به عبد اللهيان عندما أشار أن “إحلال السلام بين تركيا وسوريا” ضمن أهداف زيارته.

ج. من الممكن أن تكون تصريحات عبد اللهيان السابقة في أنقرة نوعًا من المناورة السياسية، والغزل الدبلوماسي، وذلك بعد الأزمة التي نشبت بين الطرفين نتيجة إلقاء أنقرة القبض على خلية أمنية تعمل لصالح الاستخبارات الإيرانية متورطة بالتخطيط لهجمات ضد “سياح إسرائيليين”، الأمر الذي كان من شأنه أن يزعزع العلاقات بين البلدين على نحو ما حدث بين أنقرة والرياض على خلفية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لتقدم طهران بعض التنازلات مقابل إغلاق تركيا لملف الجواسيس الإيرانيين، قبل أن تتراجع عن تصريحاتها بعد إغلاق الملف سياسيًا وإعلاميًا، وتنسخ زيارة دمشق ما تعهد به عبد اللهيان في أنقرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى