مركز الحوار السوري: الإدارات الأمريكية “تخبطت” في التعامل مع الوجود الإيراني في سوريا
اعتبر “مركز الحوار السوري”، في تقرير له، أن الإدارات الأمريكية “تخبطت” إزاء التعامل مع الوجود الإيراني في سوريا، بينما “فشلت” إسرائيل في كبحه، ولفت إلى أن الضربات الأمريكية ضد إيران وميليشياتها في سوريا، لم تكن بمبادرة من الولايات المتحدة، وإنما كانت رداً على ضربات أو “تحرشات” إيرانية.
وأوضح التقرير أن سياسات طهران وتل أبيب أظهرت أنهما اشتركتا بهدف واحد، وهو الحفاظ على وجود بشار الأسد، “ثم لاحقاً بدأت إسرائيل تشعر بأنه حان وقت تحجيم الوجود الإيراني العسكري على وجه الخصوص، لا سيما في جنوب غربي سوريا”.
وبين أن إسرائيل لم تحسم ملف التدخل الإيراني لصالحها، أو تحقق أهدافها العامة من ضرباتها المتواصلة في سوريا، إذ لا تزال إيران حتى اليوم بعد التكيّف مع الغارات، تسيطر على أجزاء واسعة من الخريطة السورية.
واستعرض التقرير موقف واشنطن، مشيراً إلى “تخبط” داخل الإدارات الأمريكية الثلاث الأخيرة بطرق التعامل مع إيران في سوريا بين المسارين السياسي والعسكري، وعدم اتخاذ خطوات “حاسمة” لكبح نفوذ إيران، رغم علو سقف التصريحات والتهديدات.
وسبق أن اعتبر الجنرال “جوزيف فوتيل”، القائد السابق للقيادة المركزية للجيش الأميركي، أن واشنطن نجحت في ردع هجمات الميليشيات الموالية لإيران على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وحذر من أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيكون له تأثير على الوجود في سوريا.
وقال فوتيل في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، إن الولايات المتحدة استوعبت الكثير من هجمات الميليشيات المتحالفة مع إيران، لكن تلك الهجمات انخفضت بعد سلسلة من الضربات الأمريكية، واعتبر فوتيل أن “أفضل نهج لخلق وضع أكثر استقراراً” في الشرق الأوسط، هو العلاقات الدبلوماسية، وفتح العلاقات والاتصالات بين مختلف أجزاء المنطقة.
ولفت إلى أن إيران “رأت أنها ضعيفة في هذا المجال، وأدركت أنها ستخسر الكثير من خلال الاستمرار في دفع هذه الهجمات واحتمال تعريض حياة المزيد من الأميركيين للخطر في المنطقة”، وبين أن القوات الأمريكية في سوريا تستمد معظم دعمها من القواعد بالعراق، “وإذا اختفت هذه القواعد، فسيكون من الصعب جداً الحفاظ عليها، أو سيتعين علينا إيجاد طرق جديدة لدعم قواتنا في سوريا”.
وكانت كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن “محادثات سرية وغير مباشرة” جربت بين إيران والولايات المتحدة، في سلطنة عُمان في يناير، تناولت التهديد المتصاعد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على الشحن البحري في البحر الأحمر، والهجمات على القواعد الأميركية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
ومنذ بداية الحرب في غزة بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، طمأنت الولايات المتحدة وإيران بعضهما البعض إلى أن أيا منهما لا يسعى إلى مواجهة مباشرة، وهو الموقف الذي تم نقله في الرسائل التي تمريرها عبر وسطاء، لكن في عُمان، كان لدى كل جانب طلب واضح من الجانب الآخر، وفقا لما ذكره مسؤولون أميركيون وإيرانيون للصحيفة.
واتخذت الولايات المتحدة وإيران قرارات لتجنب حرب مباشرة في فبراير. وتجنبت القوات الأميركية توجيه ضربات مباشرة لإيران في ردها العسكري، وأقنعت إيران الميليشيات في العراق بوقف الهجمات على القواعد التي تضم قوات أميركية والميليشيات في سوريا لتقليل شدة الهجمات لمنع سقوط قتلى أميركيين.