التقارير الإخبارية

مركز أبحاث سوري يشرح أسباب زيارة فلاديمير بوتين إلى طهران الأسبوع المقبل

نشر مركز “مسارات للحوار والتنمية السياسية” ورقة تحليلية يشرح خلالها دوافع وأسباب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران الأسبوع المقبل، والتي من المقرر أن يلتقي خلالها بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أروغان. 

وأشار المركز في الورقة التي حملت عنوان “زيارة بوتين المرتقبة إلى طهران… التوقيت والدلالات” إلى أن الزيارة “تتزامن مع تصاعد وتيرة الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وتشديد العقوبات الغربية والأمريكية ضد موسكو على خلفية قمة الـ G7، وتكثيفها الدعم العسكري المقدم لكييف”، وأنها تأتي “بهدف تعزيز التحالف الشرقي في مواجهة أوروبا وأمريكا، وربما نقل التحالف الروسي ـ الإيراني لمراحل متقدمة من التعاون الاستراتيجي والاقتصادي في مواجهة بروكسل وواشنطن”. 

وأضاف المركز أنه من المقرر أن يلتقي بوتين خلال زيارته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفًا “من المتوقع أن يمارس بوتين خلال لقائه بأردوغان ضغوطات كبيرة على تركيا لتعديل موقفها من الحرب الأوكرانية، ومحاولة جذبها للمحور الروسي ـ الإيراني، عقب موافقتها على انضمام فنلندا والسويد لحلف “النيتو” وضعف تجاوب الأخيرتين مع المطالب التركية”، كما توقع المركز تقديم روسيا بعض التنازلات لأنقرة في الملف السوري، مستدركًا ” من المتوقع أيضا أن نشهد بعض التصعيد في سوريا بحال تعثر المفاوضات بين الجانبين”. 

وأشار المركز إلى أن الإعلان عن الزيارة، سبق بزيارة محافظ البنك المركزي الإيراني، علي صالح آبادي، قبل أيام إلى موسكو، حيث التقى نائب رئيس وزراء روسيا، ألكساندر نوفاك، وأعلن من هناك التوصل لاتفاق بين البنكين المركزيين في البلدين “لتطوير التعاون النقدي والمصرفي وتوسيع الاستثمار المشترك”، مشيرا إلى التفاهم المبدئي على عدد من الاتفاقيات، ليعلق المركز على ذلك بأن الزيارة تأتي “استكمالا لتلك التفاهمات”، مضيفًا “من المتوقع أن نشهد توقيع الرئيس الروسي ونظيره الإيراني عدة اتفاقيات اقتصادية بمختلف المجالات، وسعيهم في بلورة حلول مشتركة لتفادي العقوبات الأمريكية المفروضة على البلدين خلال اللقاء”.  

وتطرق المركز لصفقة الطائرات التي تحدث عنها مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سولفيان، والذي قال “إن الولايات المتحدة تلقت معلومات تشير إلى أن إيران تخطط لتزويد روسيا بمئات الطائرات بدون طيار لمساعدتها في حربها في أوكرانيا”، ليشير المركز إلى زيارة بوتين “ستشمل في الغالب تعزيز التعاون العسكري وإتمام صفقة الطائرات المسيرة”. 

كما تناولت الورقة الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط والتي ستشمل كلًا من تل أبيب والسعودية، وتهدف بحسب ما ذكره بايدن “إلى الاستفادة من موارد الطاقة في الشرق الأوسط لتخفيف الضغط عن أوكرانيا”، وكذلك بحث “كيفية الحد من دور إيران في المنطقة”، ليشير المركز أن زيارة بوتين تأتي “كرد استباقي” على الزيارة الأمريكية بهدف “دعم الموقف الإيراني في مواجهة واشنطن سواء في مفاوضاتها النووية أو مواجهتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وأشارت الورقة لتزامن الزيارة مع تنامي الخلافات الروسية ـ الإسرائيلية، وذلك على خلفية موقف تل أبيب من الحرب على أوكرانيا، وإدانة موسكو للمرة للأولى للهجمات الإسرائيلية في سوريا، والتي استهدفت مطار دمشق الدولي قبل أسابيع قليلة، وتوجهها بطلب من مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يدين الهجوم الإسرائيلي؛ وهو ما يشير ـ بحسب المركز ـ لـ”احتمالية تقديم موسكو تنازلات لطهران في مواجهة الهجمات الإسرائيلية مقابل “صفقة المسيرات”، وتصعيد طهران لهجماتها ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى