مركز أبحاث سوري: حزب الله يبحث عن مخرج من أزمته الاقتصادية، وغاز المتوسط هو الحل، والمسيرات رسالة تذكير للعودة للمفاوضات.
نشر مركز “مسارات للحوار والتنمية السياسية”، ورقة تحليلية بعنوان “حزب الله ينفذ “مهامًا استطلاعية” فوق حقل “كاريش” البحري… ماذا يريد الحزب من التصعيد الآن؟”، وذلك على خلفية إعلان الحزب، يوم السبت 2 تموز/ يوليو، إطلاقه 3 طائرات مسيرة للقيام بـ”مهام استطلاعية” فوق حقل “كاريش” البحري جنوبي البلاد، وإشارته في بيان مقتضب أن “المهمة المطلوبة أنجزت والرسالة وصلت”.
وضمن تفسيره لأسباب العملية، والرسائل التي يريد حزب الله إرسالها؛ أشار المركز أنه “في 5 حزيران/ يونيو، أكدت صحيفة النهار اللبنانية أن وحدة الإنتاج والتخزين الإسرائيلية “إنرجان باور” دخلت حقل “كاريش” وتجاوزت الخط 29 وأصبحت على بعد 5 كم من الخط 23 في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان”، وأن “العمل بدأ على دعم تثبيت مواقع سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه”.
لتكون الرسالة الأولى لحزب الله ـ بحسب المركز ـ “أنه لن يسمح لإسرائيل بالاستفراد بغاز حقل “كاريش”، خاصة في ظل الضغط الشعبي على الحزب نتيجة الأزمة الاقتصادية، وحديث الأوساط اللبنانية عن غياب رد حزب الله على التحركات الإسرائيلية”، ليشير المركز أن الحزب اختار “أقل الردود تكلفة وأقلها تصعيدًا بنفس الوقت، وهي طائرات الاستطلاع”.
من جهة أخرى؛ رأى المركز أن توقف مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل في أيار/ مايو 2021، نتيجة الخلافات بين الطرفين، والتصعيد الإسرائيلي الأخير، وكذلك وصول المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، في 13 حزيران/ يونيو الماضي، لبيروت لتهدئة الأطراف؛ دفعت حزب الله للضغط لتقوية مقترح لبنان الذي قدمه قبل أسابيع قليلة والذي يطلب فيه “زيادة المساحة البحرية من 860 كيلومترًا مربعًا إلى حوالى 1200”. بحيث تتضمن هذه المساحة حقل قانا وتستثني حقل كاريش، مع تعديل الخط 23.
وأكد المركز خلال تقريره أن “حزب الله يبحث عن مخرج من أزمته الاقتصادية التي يعاني منها هو وحلفاؤه الإيرانيين، والتي ورط بها لبنان أيضًا، ويرى في ترسيم الحدود وبدء استخراج الغاز من سواحل المتوسط الحل الأمثل خاصة مع سيطرته على الجنوب اللبناني ونفوذه على السواحل المحاذية للمنطقة المتنازع عليها”.
وأضافت الورقة أن “المسيرات الثلاث، ذات الهدف “الاستطلاعي” كما وصف الحزب وليس “الهجومي”؛ هدفها دعوة تل أبيب للعودة إلى طاولة المفاوضات من منطلق أن التصعيد هو الطريقة الأمثل الذي سيدفع تل أبيب لبدء المفاوضات مجددًا”.
واختتم المركز الورقة بالإشارة إلى “تحرك الحزب وإرساله المسيرات، بالتزامن مع المفاوضات النووية الإيرانية، في العاصمة القطرية، وفشل الجولة الأولى منها”، يمكن قراءته أن “إيران تريد التلويح بالتصعيد عبر أذرعها في المنطقة، بهدف العودة إلى طاولة المفاوضات بقوة أكبر خلال الجولة الثانية”.
يشار إلى أن مركز “مسارات للحوار والتنمية السياسية”، هو مركز سوري يعنى بالتأهيل والتدريب السياسي والقانوني، وتركز أوراقه البحثية والتحليلية على الملف السوري وكل ما يتعلق به من تطورات إقليمية ودولية.