في الذكرى التاسعة على وفاته… تعرف على أسطورة العمل الخيري في إفريقيا
آثر الطبيب الكويتي عبد الرحمن السميط العمل الإغاثي في أفقر مناطق العالم على الركون لرغد العيش في بلاده، فنذر نفسه ووقته وجهده وماله للعمل الخيري والدعوي في قارة إفريقيا مدة ثلاثة عقود أمضاها هناك. فأرسى عرفًا مؤسسيًا في التعامل مع احتياجات أبناء هذه القارة وجسّده في مشاريع متنوعة غيرت واقع أهلها.
وُلد عبد الرحمن بن حمود السميط يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 1947 في الكويت، كان طفلًا متدينًا شغوفا بالقراءة مما جعله متميزًا عن أقرانه وأكثر منهم وعيًا بما يحيط بهم.
كما أكسبه اشتراكه المبكر في الكشافة قدرة على تحمل المشاق والصبر على شظف الحياة، وعُرف منذ صغره بحبه لأعمال البر.
تخصص السميط في جامعة ماكجل بمستشفى مونتريال العام بكندا في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي في الفترة من يوليو/تموز عام 1974 وحتى ديسمبر/كانون الأول عام 1978.
ثم تابع دراسة الطب في بريطانيا حيث أعد أبحاثا في سرطان الكبد بجامعة لندن في الفترة من يناير/كانون الثاني عام 1979 وحتى ديسمبر/كانون الأول عام 1980.
تعلق عبد الرحمن السميط بأفريقيا وأهلها، ويعود سبب ذلك إلى دراسة ميدانية قرأها الرجل تؤكد أن ملايين المسلمين هناك لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير، وأن أغلبيتهم عرضة للتنصير.
وكانت أكثر العقبات التي كانت تواجه مسيرة عبد الرحمن السميط ليس الفقر والأدغال الموحشة وإنما هجمة “التنصير” التي تنفق الكنائس في العالم الكثير لإنجاحها هناك، وفي ذلك يقول “ما زال التنصير هو سيد الموقف”.
لم يفرق السميط -في عمله الخيري طوال عقود- بين مسلم وغير مسلم في القارة الأفريقية، فلم يطعم المسلم ويحرم غيره بل جعلهم سواء لأنهم مشتركون في حق الإنسانية.
أصبحت “جمعية العون المباشر” التي أسسها السميط أكبر منظمة عالمية في أفريقيا كلها، يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب، وتمتلك أكثر من أربع جامعات، وعدداً كبيراً من الإذاعات والمطبوعات، وحفرت وجهزت أكثر من 8600 بئر، وعملت على إعداد وتدريب أكثر من 4000 داعية ومعلم.
نال السميط عددا من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية، مكافأة له على جهوده الخيرية، ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام التي تبرع بمكافأتها (750 ألف ريال سعودي) لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء إفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء القارة تعليمها في جامعات مختلفة.
وبعد مسيرة طويلة من العطاء ومعاناة طويلة مع المرض توفي عبد الرحمن السميط يوم 15 آب/ أغسطس/آب 2013.
يذكر أن السميط تعرض لعدة محاولات اغتيال في إفريقيا من قبل الميليشيات المسلحة بسبب حضوره في أوساط الفقراء والمحتاجين، ونشاطه الدعوي في معظم الدول الإفريقية.