غوتيريش يؤكد على ضرورة أن يحتفظ الناس بحقهم في اتخاذ القرارات السياسية
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة أن يحتفظ الناس بحقهم في اتخاذ القرارات السياسية في غضون الخمسين عاماً القادمة، من دون السماح للآلات بقمع استقلالية الإنسان.
وقال غوتيريش في مقابلة مع النائب الأول للمدير العام لوكالة “تاس” ميخائيل غوزمان : “أود في هذه اللحظة أن يتم الاحتفاظ بالقيم التي سمحت للأمم المتحدة بالنشوء، والقيم المكرسة في الميثاق، وقبل كل شيء، الكرامة الإنسانية والاستقلال البشري، حتى لا تتمكن الآلات من أن تحل محل البشر في اتخاذ القرارات الهامة التي يجب اتخاذها بشأن مستقبلنا”. وفي الوقت نفسه،
أعرب غوتيريش عن ثقته بأن “التقنيات ستكون مختلفة تماماً، ستكون هناك أنواع كثيرة من الأنشطة غير الموجودة اليوم، وستكون بنية المجتمعات مختلفة، وربما تتغير الأنظمة السياسية”.
وأشاد غوتيريش بنجاح الأمم المتحدة في تأدية مهمة توحيد البلدان لتطوير الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
وتابع “تمكنت من جمع ممثلي الحكومات والأوساط الأكاديمية والشركات والمجتمع المدني، نحو 49 شخصاً، حيث تمكنوا من التوصل إلى اتفاق بشأن إدارة الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، وهو بالطبع ذو بعد محدود.
حيث سيتم تحديد العديد من الجوانب على مستوى الدول الفردية وفقاً لقدراتها وسياساتها، ومع ذلك، تمكنا من توحيدهم معاً، ولن تتمكن أي منظمة أخرى في العالم من جمع الأميركيين والروس والصينيين والإسرائيليين والأفارقة وغيرهم الكثير للتوصل إلى اتفاق بشأن القضية المركزية التي تواجه عصرنا”.
وفي الوقت نفسه دعا غوتيريش إلى عدم العيش في أوهام قدرة الأمين العام للأمم المتحدة على حل بعض القضايا، بما فيها مهام تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأضاف قائلاً: “يتمتع الأمين العام للأمم المتحدة بسلطات قليلة جداً، لا تماثل سلطة رئيس دولة أو شركة مهمة، فضلاً عن القدرات المالية المتواضعة، ولكن لدى الأمين العام للأمم المتحدة شيئين: الأول هو الصوت، ومع ذلك، فإن هذا الصوت يحدث تغييراً فقط عندما يكون مخلصاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.. وفي الوقت نفسه، لدينا القدرة على جمع وتوحيد الأشخاص ذوي النوايا الحسنة من أجل الاستجابة لتحديات عصرنا”.
إلى ذلك وصف الأمين العام للأمم المتحدة، الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان بالأكثر مأساوية .
وقال غوتيريش: “أود أن أكون قادراً على فعل كل ما بوسعي، مع علمي بأنه مجرد صوت (واحد)، إنه يشكل فرصة لجمع الناس معاً والنظر فيما إذا كنا نستطيع قبل نهاية ولايتي حل بعض الصراعات الأكثر مأساوية التي لدينا اليوم في الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان”.
كما أكد على أن “الأمم المتحدة أنشئت من أجل السلام، لكن هذا السلام المنشود دونه مشاكل كثيرة”.