التقارير الإخباريةمحلي

عقد اجتماع استخباراتي إيـ.راني- لبناني في معسكر جورين التابع لنظام الأسد في ريف محافظة حماة الغربي

أفادت بعص المصادر، اليوم الأحد 23 حزيران/ يونيو، بزيارة وفد استخباراتي إيراني-لبناني إلى معسكر جورين التابع لقوات نظام الأسد في ريف محافظة حماة الغربي ضم الوفد علي غانم، لبناني الجنسية وأحد المسؤولين عن تطوير وتصنيع الأسلحة والصواريخ في معمل البحوث العلمية بمنطقة مصياف، وحسن عبد الحسين، إيراني الجنسية وقائد عمليات التخطيط، إلى جانب عدد من الخبراء والفنيين العسكريين، وتمت الزيارة تحت حماية أمنية بثلاث سيارات مصفحة رافقت الوفد حتى وصوله إلى المعسكر.

وأفادت المصادر إنّ الوفد اجتمع مع قادة وضباط المعسكر في الكتلة الثالثة التي تعد مقر القيادة الرئيسي بحضور العقيد صقر أبو فخر والمقدم أيمن أسبر، واستمر الاجتماع من الساعة التاسعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، تلا الاجتماع زيارة إلى مقر القوات العسكرية في قلعة ميزرا الأثرية شمال شرق معسكر جورين، حيث اطلعوا على التجهيزات والمعدات العسكرية قبل مغادرتهم إلى مركز البحوث العلمية في مصياف حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر.

وصرح الملازم أحمد وهو أحد ضباط معسكر جورين أن الاجتماع تركز على نقل معدات عسكرية ولوجستية إلى منطقة شطحا وجورين وقلعة ميزرا الأثرية، وتجهيز ثلاثة مراكز رئيسية لتكون نقاط مراقبة وإمداد في المنطقة، بالإضافة إلى تجهيز القسم الشمالي الغربي من قلعة ميزرا بغرفة رادار حديثة إيرانية الصنع وقواعد صواريخ SK5 المعدلة.

وتهدف هذه التجهيزات لرصد أي هدف معادٍ مثل الطائرات المسيرة التي قد تطلقها فصائل المعارضة السورية المسلحة، واعتراضها بواسطة منظومة الصواريخ المعدلة SK5، ولفت الملازم أحمد إلى أن قائد المعسكر أعلن عقب مغادرة الوفد عن افتتاح دورة تدريب بإشراف ثلاثة ضباط إيرانيين لتدريب القوات على استخدام منظومة الرادار والصواريخ المعدلة.

ولفت أيضًا إلى أنّ معسكر جورين، الذي يبعد نحو 90 كم غرب مدينة حماة، شكّل مصدر رعب لأهالي قرى وبلدات سهل الغاب منذ اندلاع الانتفاضة السورية، فقد حولته قوات النظام من ثانوية زراعية إلى أحد أكبر المعتقلات غير الرسمية، حيث تمت تصفية العشرات من الشبان والنساء المشاركين في الحراك الثوري، ويتألف المعسكر من 13 بناء، تم تجهيز الطوابق الأرضية والأقبية كمعتقلات، باستثناء كتلتي القيادة والتسليح.

ويذكر أن قوات نظام الأسد تضم في المعسكر خليطاً من الفرقة الثالثة والرابعة وعناصر من الميليشيات الرديفة، وقد حصنوا المعسكر بزراعة الألغام على أطرافه ومنعوا المدنيين من الاقتراب من السواتر الترابية المحيطة به.

ومن المعلوم أن المعسكر جورين بُني في مطلع الثمانينيات على يد رفعت الأسد، شقيق رئيس النظام آنذاك حافظ الأسد، وأطلق عليه حينها اسم “معسكر سرايا الدفاع”، إلا أن الخلافات بين الشقيقين أدت إلى إلغاء مهامه وتحويله إلى تجمع دراسي ثانوي، قبل أن يُعاد تفعيله في عهد بشار الأسد.

وكما يعد معسكر جورين بوابة للمناطق العلوية في ريف حماة الغربي، ما جذب اهتمام إيران للتغلغل في هذه المناطق عبر مشاريع عسكرية تهدف لتثبيت وجودها، على الرغم من رفض بعض أبناء القرى العلوية لمشاريع إيران، إلا أنها تواصل سعيها لإكمال مشروعها التوسعي عبر الخطى الثقافية والإنسانية، مع إظهار الحرص على أمن وسلامة النقاط العسكرية التابعة لنظام الأسد.

وقد دفعت الأهمية الاستراتيجية لمعسكر جورين بريف حماة الغربي إيران إلى تعزيز وجودها في المنطقة عبر مشاريع عسكرية وثقافية، ورغم الرفض النسبي من بعض القرى العلوية، تستمر إيران في تعزيز نفوذها، وتحاول إيران استخدام مشاريع إنسانية وثقافية لجذب القبول المحلي، بالإضافة إلى تعزيز وجودها العسكري، وتثبيت وجودها في عمق المناطق العلوية لتعزيز مشروعها التوسعي في سوريا، رغم التنافس مع النفوذ الروسي ومحاولات كسب الحاضنة العلوية في ريف حماة الغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى