على أعقاب الاحتجاجات التي تشهدها مدينة السويداء، ومطالبتها بإسقاط النظام وفك المعتقلين، تزامنًا مع فشل كل جهود الوساطة التي بذلها النظام لوئد الاحتجاجات.
انتشر اليوم الأحد 27 آب/ أغسطس، مقطعٌ مصورٌ بثه الإعلامي اللبناني التابع لميليشيات “حزب الله”، الإرهابي والمقرب من نظام الأسد، “حسين مرتضى”، حذر فيه من التجهيز لتفجيرات إرهابية بعد دخول خلايا من داعش إلى محافظة السويداء وفق تعبيره.
وأوضح “مرتضى”، أن التحذير جاء تعقيبًا على بعض التطورات التي تشهدها المنطقة الجنوبية في سوريا، كما تحدث عن بعض الأمور الخطيرة جدا، مشيرًا إلى وجود اتصالات تجري حاليا بين “الدولة السورية” وبين “بعض الوجهاء”.
ويذكر أن ميليشيات الأسد قامت بترحيل مئات من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من “مخيم اليرموك” في دمشق، إلى مناطق قريبةٍ من محافظة السويداء بتاريخ 21 من تموز عام 2018، بغية تفجير الأوضاع في المحافظة.
وبعد شهر واحدٍ فقط، نفذت داعش أولى هجماتها على المحافظة، عملًا بمخطط النظام، حيث تسللت إلى 6 قرى، و3 أخرى في ريف المحافظة الشرقي، وقريتين في ريفها الشمالي، بـ 500 عنصرٍ موزعين على عدد من المجموعات القتالية.
التنظيم نفذ عددًا من التفجيرات الانتحارية، على الطريق المحوري في المدينة، تزامنًا مع اقتحامها لمنازل المدينين، ما أدى لمقتل العشرات من النساء والأطفال وكبار السن.
الحملة جائت بتسهيلٍ واضحٍ من نظام الأسد، حيث تم انسحاب قواته إلى محافظة درعا قبل فترة وجيزةٍ من بدء المعركة، ما أجبر السويداء على الاعتماد على أبنائها لصد الهجوم بأسلحةٍ بسيطةٍ، مساندةً لـ “رجال الكرامة”، الفصيل الوحيد المنظم عسكريًا في السويداء.
الاحصائيات تحدثت عن سقوط ما يقارب 300 شخصٍ من أبناء السويداء إثر الهجوم، كما تم القضاء على عدد غير معلومٍ من عناصر التنظيم، إضافةً لبقاء 83 جثة لعناصره في أراضي المحافظة بعد الانسحاب.
كما تم اقتياد العشرات من نساء وأطفال السويداء كرهائن، لتأتي ميليشيات النظام بعد انتهاء العمليات بـ 36 ساعة.
قضية المعتقلين أخذت أبعادًا دولية، حيث تم إطلاق سراح المحتجزين بعد 3 أشهر ونصف بطريقةٍ غامضة، ليظل تاريخ الـ 25 من تموز الشاهد الوحيد على فظائع تلك الميليشيات بحق أهالي السويداء.
ويرى محللون أن تصريحات مرتضى تدل على نيةٍ مبطنةٍ للنظام بإشعال الأوضاع في المحافظة، من خلال تفعيل نشاطات التنظيم من جديد بغية إسكات أهالي السويداء عن مطالبهم.
