صحيفة “التايمز” البريطانية تكشف أسباب سعي إيطاليا لإخراج “الأسد” من عزلته
أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية بأن رئيسة الوزراء الإيطالية، “جورجيا ميلوني”، تسعى إلى دفع الاتحاد الأوروبي نحو تجديد العلاقات مع رأس النظام السوري “بشار الأسد”، كجزء من خطة تهدف إلى مواجهة “أزمة الهجرة غير النظامية” والعمل على إعادة نحو مليون لاجئ سوري إلى بلادهم.
حيث تخطط “ميلوني” لزيارة لبنان يوم الجمعة، عقب مشاركتها في قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة، التي نجحت خلالها في إقناع بعض الدول بوجهة نظرها حول ضرورة التعامل مع قضية الهجرة.
وعلى الرغم من أن الزيارة تأتي بشكل رسمي لدعم القوات الإيطالية المشاركة في قوات حفظ السلام، فإن الهدف الأساسي يتمثل في مناقشة أزمة اللاجئين مع القادة في المنطقة.
وقد اتخذت رئيسة الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني” خطوة هامة بتعيين سفير جديد لبلادها في دمشق، في إشارة واضحة إلى رغبتها في تعزيز الحوار مع النظام السوري، وذلك في إطار خطتها لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
ووفقًا لمراحل صحيفة التايمز “برونو واترفيلد”، فإن هذه الخطوة تمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الأوروبية، مبتعدة عن النهج الإنساني التقليدي إلى سياسة أكثر تشددًا في التعامل مع قضايا الهجرة.
ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد اتساع الهجمات الإسرائيلية لتشمل لبنان، ازدادت المخاوف الأوروبية من احتمال تدفق موجة جديدة من اللاجئين. فقد تسببت الهجمات الأخيرة في نزوح أكثر من مليون لبناني، مما يعزز القلق الأوروبي بشأن تفاقم أزمة الهجرة نحو القارة.
وخلال القمة الأوروبية، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية، “جورجيا ميلوني”، إلى التعاون مع “بشار الأسد” لضمان “عودة آمنة وطوعية” للاجئين السوريين، وذلك في إطار محاولتها لإعادة تشكيل سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي قطع علاقاته مع دمشق في عام 2011 بعد القمع العنيف للثورة السورية، مما أدى إلى نزوح ملايين السوريين.
يشار إلى أن ميلوني أصبحت واحدة من الشخصيات البارزة في الاتحاد الأوروبي، تسعى لدفع الاتحاد نحو اتخاذ مواقف أكثر صرامة في التعامل مع قضايا الهجرة، ومن بين تلك المواقف اقتراح إنشاء معسكرات على الحدود الأوروبية لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين.
ويعزز موقف رئيسة الوزراء مشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” مخاوفها حول تأثير الأوضاع في الشرق الأوسط على الهجرة، مما يشير إلى نمو نفوذ ميلوني وتزايد اهتمام الاتحاد الأوروبي بمقترحاتها.