“داماس بوست” تكشف سبب تراجع آمال باريس في شراكة العلا وسط غموض سعودي
في تقرير جديد يسلط الضوء على العلاقات الفرنسية السعودية، تكشف داماس بوست عن تزايد القلق في باريس بشأن مشروع العلا السياحي الكبير، الذي يُعتبر أحد المشاريع الرئيسية في رؤية المملكة 2030، فقد أظهر التقرير الصادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي أن التوقعات بين الجانبين تختلف بشكل كبير، مما يهدد بإحباط الآمال الفرنسية في إقامة شراكة مثمرة.
وقبل أسابيع من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض، أصدرت الوكالة الفرنسية لتنمية العلا (أفالولا) بيانًا يثير المخاوف، حيث أعلنت عن زيادة ميزانيتها من 30 مليون يورو إلى 60 مليون يورو، ومع ذلك، فإن التفاصيل التي قدمتها أفالولا للجنة مجلس الشيوخ تكشف عن واقع أقل تفاؤلاً، حيث كانت الرياض تأمل في تقديم مساهمة تبلغ 800 مليون يورو عند تأسيس الوكالة في عام 2018، لكن الرقم انخفض الآن إلى 50 مليون يورو فقط، وهو بعيد كل البعد عن التوقعات السابقة.
وفيما يتعلق بسوء الفهم الثنائي، تؤكد السعودية أنها لم تتعهد بأي أرقام ثابتة، مشيرة إلى أن الهيئة الملكية للعلا لم تعتبر نفسها مرتبطة حصريًا بالوكالة الفرنسية، وإن هذا الغموض أدى إلى العديد من التباينات في التوقعات بين الطرفين.
ودعا مجلس الشيوخ الفرنسي أفالولا إلى مزيد من الشفافية بعد سلسلة من الانتكاسات، حيث شهدت الهيئة الملكية لمحافظة العلا حملة تطهير لمكافحة الفساد أدت إلى توقف العديد من المبادرات، ورغم توقيع الهيئة على عقود بقيمة تقارب 2.32 مليار يورو، فإن العائدات المتوقعة من الشركات الفرنسية تبدو أقل بكثير مما كان مأمولاً في البداية.
وفي ظل تباطؤ الاقتصاد السعودي، انخفضت تقديرات الإنفاق على تطوير الموقع من 50 مليار دولار إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يزيد من تعقيد المشهد ويضع آمال باريس في شراكة قوية مع الرياض أمام تحديات كبيرة.