تعرف على معركة “الله غالب”… التي قال عنها “لافروف”: “لولا تدخلنا لسقطت دمشق”
جرت معركة “الله غالب” بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر 2015، بعد حملات قوية تروج لدخول القوات الروسية على الساحة العسكرية بشكل علني ومباشر للقتال إلى جانب قوات الأسد، فكانت المعركة هذه رسالة قوية و واضحة للمجتمع الدولي أولاً وللروس المساندين للأسد ثانياً أن المعارضة المسلحة قادرة على فرض نفسها بقوة على الأرض و فرض خارطة عسكرية جديدة.
فكانت الضربة على مشارف العاصمة أكثر وقعاً و أثراً من شانها أن تضيق الخناق على قوات الأسد وأن تفك الحصار المفروض على بلدات الغوطة الشرقية وتخفف من حدة الضغط على بلدات الريف الغربي والزبداني حيث تواردت أنباء عن سحب العشرات من العناصر والآليات والنقاط من أطراف الزبداني ونقلها للعاصمة بغية وقف تقدم جيش الإسلام في ضاحية حرستا “ضاحية الأسد” وعلى الأوتوستراد الدولي.
جرت معركة “الله غالب” بهدف السيطرة على سلسلة الجبال الشرقية الغربية لمدخل العاصمة دمشق والتي تطل على الغوطة الشرقية، والتي كان نظام الأسد، يلقي منها كماً هائلاً من مدفعيته على بلدات الغوطة، كل يوم ما جعل من السيطرة عليها أولوية لدى قيادة الجيش.
استهلك جيش الإسلام ثمانية أشهر في التخطيط لهذه المعركة، من غير أن يشعِر حتى جنوده الذين لم يعرفوا بالهدف الأخير إلا ساعة الانخراط في المعركة، بعيداً عن وسائل الإعلام إلا تلك التي رافقته، بتؤدة، بتأن وبكثير من الصبر والثبات.
ثمانية آلاف مقاتل، كان على القيادة أن تتأكد من قدرتها على إدارتهم خلال سير المعارك، وحسن توزيعهم في الميدان، وتتأكد بدرجة أعلى من انضباطهم، وهو الأمر الذي نجح فيه الجيش.
فعند مشاهدة فيلم معركة “الله غالب”، يتبين كيف أن ما أظهرته المشاهد كانت عملية تقوم بها مؤسسة عملاقة، لا تصنع السلاح فحسب، ولا تدير معركة فقط، بل تخطط لكل صغيرة وكبيرة؛ بدءاً بتخطيط المعركة ووضع استراتيجيتها، مروراً بتحديد التكتيكات، وليس انتهاءً بتنفيذ بالغ الدقة للخطة المرسومة.
وفي حين كان العسكريون يضعون الخطط، ويتدربون ويصنعون السلاح والذخيرة، كانت معامل الجلد تصنع أحذية للمقاتلين تعينهم على صعود الجبال، وآلات خياطة بدلات المجاهدين تهدر، والمطابخ تعدّ الطعام، وأشخاص بين كل أولئك يرتبون حقائب الجنود لرحلة المعركة الطويلة.
يعتبر ثائقي معركة “الله غالب”، تأكيد على أن جيش الإسلام مؤسسة يعمل المدنيون فيها جنباً إلى جنب مع العسكريين، من أجل أن يخوض الجميع معركة التحرير مع طغيان نظام الأسد وحلفائه.
وجاءت جميع مشاهد الفيلم تقريباً بجودة FULL HD، بما في ذلك تلك المصورة من الجو عبر كاميرا محمولة على طائرة دون طيار، التقطت صوراً للمسجد الأموي، وسوق الحميدية، وساحة العباسيين، وأوتوستراد العدوي الخاضعة لسيطرة قوات النظام، كما بث صوراً من الجو لبلدات الغوطة الشرقية المدمرة أظهرت المسجد الكبير في دوما، وسوق البلدية، وحي جوبر وغيرها.
وكان من أهم نتائج المعركة الكبيرة، إيقاف الهجمة الشرسة للنظام ومليشيات حزب الله على مدينة الزبداني، التي لم يدخلها نظام الأسد حتى اليوم.
كما كان من أهمها، عثور جيش الإسلام على وثائق سرية جداً، تدين نظام الأسد وتكشف عن جرائمه، تعهد الجيش بإصدارها بالكشف عنها تباعاً.
تمكن الجيش من العثور وسحب الأرشيف الكامل لاجتماعات هيئة الأركان، ووثائق عسكرية أمنية هامة من فرع الأمن العسكري الذي سيطر عليه خلال المعركة، فضلاً عن اكتشاف طرق الاتصال والرموز المستخدمة بين قوات الأركان ومؤسسات النظام.
وخلال المعركة، قتل جيش الإسلام أكثر من 700 عنصر تابع لنظام الأسد والمليشيات الموالية لها، فضلاً عن اغتنامه لأول مرة مدرعتين من طراز فوزديكا ومدافع ميدانية، وغيرها كثير.
فجاءت هذه المعركة لتكفف الجراح وتعيد البسمة والبهجة والأمل بالخلاص لآلاف العائلات المحاصرة في ريف دمشق بعد خذلان العالم أجمع لقضيتهم وتغاضيه عن المجازر المروعة التي ترتكب بشكل يومي بحقهم فكان الرد بالمثل وكان الثائر للدماء بالدماء بأيدي وسواعد أبنائهم .