تجارة المعابر.. “داماس بوست” تكشف استغلال الجيش السوري لمعاناة العائدين من لبنان
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باعتقال عشرات السوريين فور عبورهم الحدود اللبنانية.
وللتفادي، يضطر العديد من العائدين إلى التوجه نحو مناطق المعارضة، رغم المخاطر الكبيرة. إذ يتعين عليهم اجتياز ثلاث مناطق تخضع لسيطرة ثلاث قوى أمنية مختلفة: القوات السورية، القوات الموالية لتركيا، والقوات الكردية، قبل الوصول إلى مناطق المعارضة.
ورغم استخدام العائدين طرقًا غير رسمية، إلا أنهم يواجهون معابر أمنية تجبرهم على دفع أموال مقابل العبور. وذكر خالد أنه دفع 1300 دولار لتأمين عبور عائلته.
مصدر محلي مطلع على أنشطة النظام السوري أكد أن فروعًا من الجيش السوري تتعاون مع ميليشيات موالية للنظام والأكراد لتسهيل هذا الاستغلال المالي.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الفرقة الرابعة المدرعة، بقيادة ماهر الأسد، متورطة في هذه التجارة، حيث يتم احتجاز العائدين في ساحات انتظار حتى يجتمع عدد كبير منهم، ويُجبرون على دفع مئات الدولارات لإكمال رحلتهم. هذا ما تسبب في أن رحلة خالد استغرقت أسبوعًا.
وأوضح المصدر أن هذه الأموال تُقسّم بين مختلف المجموعات التي تشرف على الطرق المؤدية إلى مناطق المعارضة.
وأشار إلى أن السوريين العائدين غالبًا ما يتعرضون للإهانة أو الاعتداء أو الاعتقال، ولا يوجد سبيل لهم لمواصلة رحلتهم سوى بدفع المال.
وقال المصدر إن “العائدين يعانون من الخوف والإرهاق الشديدين ويبحثون عن مكان آمن. لو لم يكن الوضع في لبنان أسوأ من سوريا، لما عادوا رغم ما يتعرضون له من عنصرية هناك. يُنظر إليهم كفرص مالية متنقلة، ويتهمون بالخيانة والثراء”.
وأكد المجلس المحلي لمدينة جرابلس أن حوالي 470 أسرة، تضم أكثر من 2500 شخص بالإضافة إلى 200 أعزب، قد وصلوا بالفعل إلى مناطق المعارضة.
ويعتقد مراقبون أنه إذا كانت التقارير حول المبالغ المدفوعة صحيحة، فإن القوات الأمنية المختلفة قد حققت مكاسب مالية تتجاوز مليون دولار من العائدين السوريين من لبنان.
ومع ذلك، تمثل هذه الرسوم عبئًا كبيرًا على العائدين الذين لجأوا إلى لبنان مع اندلاع الأزمة السورية. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، يعيش 90% من السوريين في لبنان تحت خط الفقر، بينما يحصل العاملون منهم في الأعمال المؤقتة على حوالي 95 دولارًا شهريًا.