صرح وزير خارجية نظام الأسد “فيصل المقداد”، إن سوريا خاضت حروبًا عديدة ضد إسرائيل، ولا تزال على استعداد تام لخوض حروب أخرى تقرر فيها متى وأين وكيف، مشيرًا إلى أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري “أولوية ومهمة مقدسة للشعب السوري”.
تصريحات المقداد جاءت خلال لقاء جمعه بنظيره الإيراني، “حسين أمير عبد اللهيان”، الأحد 11 من شباط، اعتبر خلالها أن سبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية التي تنتهك القانون الدولي، هو “مقاومة سورية لهذا الكيان ومخططاته منذ إقامته على أرض فلسطين واحتلاله للأراضي العربية”.
وأشار إلى أن المقاومة تأخذ أشكالًا مختلفة، مبديًا استعداد سوريا لخوض “حرب جديدة” ضد إسرائيل، على حد قوله.
زيارة “عبد اللهيان” إلى سوريا جاءت لمناقشة الاستهدافات الإسرائيلية “لمستشارين إيرانيين” بشكل متكرر في العاصمة دمشق، منذ نهاية 2023، التي أدت إثر تراكمها لدفع إيران نحو سحب ضباط وقادة لها من سوريا، بحسب ما قالته بعض وكالات الإعلام سابقًا.
ويذكر تواصل القصف الإسرائيلي على مواقع ونقاط في مناطق سيطرة النظام السوري، وجاء أحدثه بهجومين متتاليين، في 9 و10 من شباط/ فبراير، عندما أغارت طائرات إسرائيلية على أهداف في محيط العاصمة دمشق.
وفي 7 من شباط/ فبراير، أيضًا أغارت طائرات إسرائيلية على مواقع في محافظة حمص وسط سوريا، قتلت خلالها عناصر من “حزب الله” اللبناني.
ولم يسبق أن تبنّت إسرائيل رسميًا الهجمات على المواقع الإيرانية في سوريا، خصوصًا تلك التي قتلت من تصفهم إيران “بالمستشارين العسكريين” في سوريا خلال كانون الأول والثاني الماضيين.
ومن جهة أخرى، تتبنى تل أبيب الاستهدافات التي تطال مواقع عسكرية لقوات النظام السوري، وغالبًا ما تكون هذه الاستهدافات ردًا على قصف صاروخي انطلق من سوريا باتجاه الجولان السوري المحتل.
أحدث الهجمات التي تبنتها إسرائيل، في 31 من كانون الثاني/ يناير، عندما قال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو التابع له أغار على مواقع جنوبي سوريا، ردًا على إطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه الجولان السوري.
وترتبط زيادة الهجمات الإسرائيلية خلال العام الماضي بتوسيع إيران لأنشطتها الهادفة لتحويل سورية إلى “قاعدة متقدّمة لعملياتها عبر الوكلاء ضد إسرائيل”، بحسب التقرير، مشيرًا إلى أن تل أبيب تتعامل مع مساعي إيران منذ عام 2013 على أنها تهديد أمني لكنها ما تزال تواجه “صعوبة وضع حد فاصل بين الوقاية المطلوبة والتصعيد غير المرغوب”.
وبقيت الضربات الجوية الأداة الرئيسية للتدخّل العسكري الإسرائيلي في سورية عام 2023، وذلك بالاعتماد على الطيران الحربي “F16” والطيران المسير، إذ أمّن التفوق الجوي الإسرائيلي قدرة على إيقاع الخسائر في صفوف الميليشيات الإيرانية ماديًا وبشريًا، ورفع من كلفة البقاء عليها في ظل غياب الوجود العسكري البري للجيش الإسرائيلي في سوريا.