بعد انضمام صقور الشمال للجبهة الشامية.. فرقة المعتصم على خطى الصقور!
ازدادت في الآونة الأخيرة، الضغوط من قبل الجانب التركي، ووزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، على بعض الفصائل العسكرية في الشمال السوري المحرر، بهدف حلّها وانخراطها في صفوف “القوة المشتركة”، ولا سيما بعد اجتماع غازي عنتاب الذي ضم فصائل المعارضة وممثلين عن السلطات التركية.
وكان من بين الفصائل التي تعرضت للضغوط، فصيل “صقور الشمال”، حيث أفادت مصادر خاصة، نقلاً عن قياديين، أن قيادة الفصيل تلقت تهديدات باستخدام “القوة المشتركة” ضدها، وسط تحشيد عسكري لفصائل “القوة المشتركة” في الجيش الوطني بدعم “الحكومة المؤقتة”، في مناطق عفرين وشمالي حلب.
وبينت المصادر، أن “القوة المشتركة”، تمارس ضغوطها على “صقور الشمال” منذ أشهر، إلا أن الفصيل رفض حل نفسه وانضمامه للقوة المشتركة، فجاء إعلان “وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة”، بحل فصيل “صقور الشمال” وتنحية قائده “حسن خيرية”.
ليرد بعد ذلك صقور الشمال بإعلان انضمامه إلى صفوف “الجبهة الشامية” في الفيلق الثالت التابع للجيش الوطني، مما خلق توتراً في المنطقة، حيث اعتُبر رفضًا لقرار وزارة الدفاع وبدأت التحشيدات من قبل “القوة المشتركة” لضرب “صقور الشمال” وإلزامه الانفكاك عن الجبهة الشامية.
أصدر فصيل “صقور الشمال”، بيانًا جاء فيه: “بناءً على مقتضيات المصلحة العامة، وحرصاً على قوة صفوف الثورة السورية العظيمة، وانسجاماً مع رغبة الإخوة الأتراك في اختصار الفصائل الثورية واستجابة لرغبة القادة والمقاتلين العاملين في صفوف فرقة “صقور الشمال” باستمرارهم في العمل في صفوف الثورة والتضحية في سبيلها، فإنَّنا في قيادة فرقة “صقور الشمال” نعلن اندماجنا الكامل ضمن مرتبات الجبهة الشامية”.
والجدير بالذكر أن بيان “صقور الشمال”، جاء بعد ساعات قليلة من بيان وزارة الدفاع لدى الحكومة السورية المؤقتة، والتي قالت فيه: “كما هو معلوم، فإن عملية إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري وفق خطة إصلاحية شاملة مستمرة منذ عامين، وفي هذا السياق، تجرى الآن إعادة توزيع المهام والوظائف الموكلة لبعض الوحدات العسكرية، بحسب ما تقتضيه المتطلبات الميدانية خلال هذه المرحلة، ومن أجل جعل القوة العسكرية للثورة أكثر فعالية وكفاءة، تم حل فصيل صقور الشمال، وسُتكلّف القوى البشرية والمعدات العسكرية واللوجستية التابعة للفصيل ضمن مؤسسات وفصائل مختلفة في الجيش الوطني السوري”.
يشار إلى أن فصيل “صقور الشمال”، تأسس في منطقة جبل الزاوية، وتحديداً في بلدة كنصفرة، جنوبي محافظة إدلب عام 2012، ويقود الفصيل حسن حاج علي المعروف باسم “حسن خيرية”، وينتشر الفصيل في كلٍ من كمروك، وبيلان، ودوراقلي، وسعرينجك في ناحيتي بلبل وحور كلس بريف حلب الشمالي، ويضم قرابة 2500 مقاتل معظمهم من أبناء محافظة إدلب، وقسم منهم من ريف محافظة حماة وريف محافظة حلب.
وبدورها، أعلنت قيادة “الجبهة الشامية” في بيان لها، عن ترحيبها بانضمام فصيل “صقور الشمال” إلى صفوفها، وذلك وفق مقتضيات المصلحة العامة.
والجدير بالذكر أن عدة فصائل عسكرية اليوم تتجه للانضمام تحت مظلة “الجبهة الشامية”، مثل “فرقة المعتصم”، واعتزام “فيلق المجد” بقيادة “يامن تلجو” ولواء “سمرقند” بقيادة “ثائر معروف” الانضمام إلى الجبهة الشامية، مما يبين قوة الشامية وتأثيرها، اثباتها أنها رقم صعب في المناطق المحررة.
كما أن السبب وراء استنفار “القوة المشتركة”، هو خوفها من عودة الجبهة الشامية إلى عفرين، والمربع الأمني في منطقة حور كلّس، لأن “صقور الشمال” لديهم مقرات هناك، وبالتالي فإن الاندماج يعني عودة الجبهة الشامية عملياً، لتضع قدمها من جديد في منطقة غصن الزيتون.
ويعتبر ترحيب الجبهة الشامية بفصيل “صقور الشمال” فيه تحدٍ للحكومة المؤقتة ووزارة الدفاع التابعة لها، وبالتالي تحدٍ للإرادة التركية بحل الفصيل، إذ باتت الكثير من الفصائل تخشى من محوها بالكامل، لا إعادة دمجها ضمن مكونات أخرى.
وكانت الجبهة الشامية قد أعلنت في وقت سابق، تجميد تعاونها مع الحكومة المؤقتة، كما طالبت أيضاً بتقديم رئيسها “عبد الرحمن مصطفى” للقضاء.