التقارير الإخباريةمحلي

باحثون أردنيون يناقشون أبعاد وأهداف الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” إلى دمشق

ناقش عدد من الباحثون والمسؤولين الأردنيين، أبعاد وأهداف الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” الأخيرة إلى دمشق، بالتوازي مع الحرب الدائرة في لبنان، والتوتر بين “إسرائيل” وإيران في المنطقة.

 

حيث اعتبر الوزير الأردني السابق بسام العموش، أن زيارة الصفدي حققت عدة أهداف، منها استمرار التواصل مع دمشق لتقليل المخاطر القادمة من سوريا، وقال إن الهدف الثاني من الزيارة، التشاور بشأن مستقبل الوضع الإقليمي، لاسيما أن إسرائيل تحاول توسيع دائرة الحرب على أراض جديدة.

 

وفي هذا السياق، أوضح الباحث الأردني “صلاح ملكاوي” أن الأردن أراد أن يسمع من دمشق، حقيقة ما كشفه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بأن دمشق وعدت طهران باستباحة الأراضي السورية في حال تم توجيه ضربة لإيران.

 

وكما رأى الباحث “عامر سبايله” أن توقيت زيارة الصفدي مهم للأردن بسبب خطورة استهداف الميليشيات الإيرانية وتداعياتها، لاسيما أن أي تحرك على جبهة الجولان، سيطول ضرره الأردن، ويحول الحدود الأردنية إلى محطة استهداف.

 

واعتبر أن رغبة حكومة نظام الأسد في تحييد سوريا، يمكن الاستفادة منها والتعويل عليها لإيجاد نقطة تلاقي بينهما، وسبق أن قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، نقل الأحد 20 تشرين الأول، “رسالة شفوية” من الملك الأردني عبدالله الثاني إلى رأس النظام “بشار”، موضحة أن “الرسالة الشفوية حول جهود حل الأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها، وعدد من القضايا الثنائية والأوضاع في المنطقة”.

 

وأفادت مصادر إعلامية، أن رأس النظام بشار بحث مع الصفدي التطورات الراهنة والخطيرة في المنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وملف عودة اللاجئين السوريين، وقالت إن بشار أكد  “تأمين متطلبات العودة الآمنة للاجئين السوريين هي أولوية للدولة السورية”، مشددا على أن سوريا “قطعت شوطا مهما في الإجراءات المساعدة على العودة لا سيما لناحية البيئة القانونية والتشريعية المطلوبة”.

 

وصرح الوزير الصفدي أن “الأردن يبذل كل الجهود في ملف عودة اللاجئين السوريين”، مشددا على “دعم بلاده للاستقرار والتعافي في سوريا لما فيه مصلحة للمنطقة عامة”، في حين أجرى الصفدي لقاء مع وزير الخارجية لدى نظام الأسد “بسام الصباغ” تمحورت المحادثات  حول حل الأزمة السورية ومكافحة تهريب المخدرات، حيث أكد فيها الأخير أنها خطر تستمر عمان بالتصدي له.

 

ولقد اتفق الصفدي والصباغ على بحث جميع الملفات الثنائية من خلال اجتماع للوزراء المعنيين في موعد يحدده الجانبان في أقرب وقت ممكن، وأكدا على تكثيف التعاون في مواجهة هذا الخطر من خلال اللجنة الأردنية السورية المشتركة للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود التي انطلقت أعمالها في يوليو من العام الماضي.

 

‏ولقد اتفقا على إطلاق حوار متواصل حول جهود تسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين. وأكد الصفدي أن حل قضية اللاجئين هو عودتهم إلى وطنهم لكن على المجتمع الدولي الاستمرار في تحمل مسؤولياته اتجاههم إلى حين تحقيق ذلك.

 

وشدد الوزيران على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى لبنان والتصعيد الخطير ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان.

 

وأكدت مصادر متابعة، أن الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأردني، تشير إلى أنه جاء بمهمة تتعلق بالتصعيد الحاصل في المنطقة، والدور المطلوب عربياً من دمشق لتجنب توسع رقعة الحرب، وكذلك إيجاد حل للاستعصاء السياسي في سوريا.

 

ولفتت المصادر إلى أن الحدود السورية – الأردنية تمثل مصدر قلق للسلطات في الأردن كممر لتهريب المخدرات والسلاح، ولفتت المصادر إلى أن الأردن يتهم المليشيات الإيرانية بالضلوع في تهريب المخدرات، وتسعى عمّان إلى حض حكومة الأسد على زيادة جهودها في مكافحة عمليات التهريب التي لم تتوقف رغم الضغوط، وإن تراجعت نسبياً.

 

ورجحت المصادر أن يكون الصفدي قد بحث مع المسؤولين في حكومة نظام الأسد، ملف التهريب على خلفية استهداف إسرائيل لطرق الإمداد والتهريب بين سوريا ولبنان وتعطيلها، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى