الشرطة البريطانية تتأهب لمواجهة أعمال شغب مناهضة للمسلمين من قبل أنصار اليمين المتطرّف
تستعد الشرطة البريطانية لمواجهة المزيد من أعمال الشغب المناهضة للمسلمين اليوم الأربعاء، بعد أن تعهدت جماعات يمينية متطرفة باستهداف مراكز اللجوء ومكاتب المحاماة المعنية بقضايا الهجرة في شتى أنحاء البلاد، مما دفع متظاهرين مناهضين للفاشية إلى التخطيط لمظاهرات مضادة.
يشار إلى أن بريطانيا تشهد موجة متصاعدة من العنف اندلعت الأسبوع الماضي بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات في هجوم بسكين في شمال غرب البلاد، وما تلا ذلك من انتشار موجة من الرسائل الكاذبة على الإنترنت توصف المشتبه به بأنه مهاجر مسلم متطرف.
وبدوره، حذر رئيس الوزراء “كير ستارمر” مثيري الشغب من أنهم سيواجهون فترات سجن طويلة في إطار سعيه إلى القضاء على أسوأ موجة عنف في بريطانيا منذ 13 عامًا.
وكان “ستارمر” قد شغل من قبل، منصب المدعي العام ويواجه الآن أول أزمة منذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الرابع من يوليو تموز.
وأكد “ستارمر” لوسائل الإعلام أنه من “واجبنا الأول هو ضمان سلامة مجتمعاتنا”، قائلاً: “ستكون آمنة.. نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان استجابة الشرطة حيثما تكون هناك حاجة لها، وتوفير الدعم في الأماكن التي تحتاج إليه”.
وشهدت مدن وبلدات بريطانية اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة حطموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي اللجوء من أفريقيا والشرق الأوسط، مرددين هتافات منها “أخرجوهم” و”أوقفوا القوارب” في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة.
كما رشقوا مساجد بالحجارة، مما أثار الرعب بين السكان وخاصة من ينتمون إلى أقليات عرقية ودينية إذ شعروا أنهم مستهدفون بالعنف.
وذكرت رسائل على الإنترنت أن مراكز الهجرة ومكاتب المحاماة التي تساعد المهاجرين سوف تتعرض لهجمات اليوم الأربعاء وجاء في إحدى الرسائل “مساء الأربعاء يا شباب. لن يتوقفوا عن القدوم حتى نخبرهم بذلك”.
وردًا على ذلك، نظمت جماعات مناهضة للعنصرية والفاشية احتجاجات مضادة في مختلف أنحاء البلاد.
وذكر منشور تعليقًا على احتجاج مزمع لمجموعة من المتطرفين اليمينيين في برايتون، وهي مدينة ساحلية في جنوب المملكة المتحدة،
“يحاول حثالة عنصريون استهداف مكتب المحاماة متخصص في الهجرة لكننا لن نسمح بحدوث ذلك، ضعوا أغطية الوجه والكمامات”.
وشكلت الحكومة ما يسمى “الجيش الدائم”، وهو وحدة تضم ستة آلاف شرطي متخصصين للتصدي لأي أعمال عنف، وتقول إنه سيجري نشرهم بما يكفي للتعامل مع أي اضطرابات.
وقال نائب مساعد مفوض الشرطة “آندي فالانتين” المسؤول عن عمليات الشرطة في لندن إن “البلاد تواجه واحدة من أسوأ موجات الاضطرابات العنيفة منذ العقد الماضي”.
وأضاف “لن نتهاون مع هذه الأعمال في شوارعنا. وسنستخدم كافة الصلاحيات والإجراءات والأساليب المتاحة لدينا لمنع المزيد من مشاهد الفوضى”.