الشبكة السورية توثق انتهاكات نظام الأسد ضد اللاجئين السوريين العائدين من لبنان
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء 29 تشرين الأول/ أكتوبر، تقريًرا تحت عنوان معاناة العودة، ذكرت فيه انتهاكات جسيمة تواجه اللاجئين السوريين العائدين من لبنان”، وثقت خلاله اعتقال ما لا يقل عن 26 شخصًا، بينهم امرأة.
فلقد أفاد البيان أن نظام الأسد اعتقل عبر المنافذ الحدودية البرية 26 شخصًا من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان، في حين وُثِّق مقتل شخص تحت التعذيب من بين المعتقلين، ونوه التقرير أن اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون أوضاعًا متدهورة تجعلهم في أزمة حادة لتلبية إحتياجاتهم الأساسية من الغذاء، والسكن، والرعاية الصحية.
ومع انعدام الخيارات الآمنة والبدائل المتاحة لهم للبقاء في لبنان، يجد البعض أنفسهم مضطرين للعودة إلى سوريا، رغم المخاطر الأمنية وعدم الاستقرار، ويقف اللاجئون أمام معضلة كبيرة بين إنعدام الأمان والموارد في لبنان، وغياب الضمانات الأمنية لدى عودتهم إلى سوريا، ما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات صعبة تزيد من معاناتهم .
وتعددت الانتهاكات الموثقة في التقرير، وشملت الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب، والتجنيد الإجباري على يد قوات النظام، إضافة إلى عمليات الابتزاز المالي، والتمييز في توزيع المساعدات الإنسانية.
ووثق تقرير الشبكة بين المعتقلين أربعة إقتيدوا للتجنيد الإجباري أو الإحتياطي، بينما قُتل أحد المعتقلين نتيجة التعذيب داخل مراكز الاحتجاز، وسُلم جثمانه إلى أسرته، وأشار التقرير إلى أن النظام يواصل ممارسة الإعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، ما يمثل خرقًا لإلتزامات سوريا بموجب القوانين الدولية لحقوق الإنسان.
ولفت التقرير إلى أن غياب الضمانات الكافية لحماية العائدين تكرس بيئة غير آمنة لعودتهم، إذ تعرض عائدون لتمييز ممنهج يشمل توزيع المساعدات وتوفير المأوى، وعمليات ابتزاز مالي، واستفاد اللاجئون اللبنانيون من مراكز إيواء رسمية بلغ عددها نحو 30 مركزًا موزعًا في عدد من المحافظات بحسب التقرير، بينما بقي غالبية اللاجئين السوريين خاصة الذين تهدمت بيوتهم دون مأوى.
واضطر كثير من العائدين للإعتماد على دعم الأقارب أو اللجوء إلى تجمعات غير رسمية، وقضى آخرون فترات طويلة في العراء، في حين تلقت بعض الأسر مساعدات من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وأشار التقرير إلى أن حوالي 23409 لاجئين سوريين عادوا من لبنان توجهوا إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، إما لانتمائهم لتلك المناطق أو لتجنب المخاطر الأمنية في مناطق سيطرة النظام.
ولقد عبر معظم العائدين من معبر الطبقة، أو معبر التايهة، للوصول إلى مناطق سيطرة قسد، وتوجه قسم آخر من العائدين إلى معبر عون الدادات، للدخول إلى مناطق المعارضة السورية، وأفاد التقرير أن المعابر شهدت حالات متكررة من الإغلاق من قبل الأطراف المسيطرة، ما أجبر اللاجئين على الإنتظار في العراء لعدة أيام وسط ظروف جوية قاسية، وعلى الرغم من أن اللاجئين يسعون لتجنب مخاطر الإعتقال والملاحقة في مناطق النظام، يواجهون في المناطق الخارجة عن سيطرته ظروفًا إنسانية وصفها التقرير بـالمتدهورة.