الجيش السوداني يطلق عملية كبرى لاستعادة العاصمة
المصدر: عرب دفينس الترجمة: داماس بوست
بدأ الجيش السوداني في شن قصف مدفعي وغارات جوية واسعة النطاق في العاصمة، بهدف استعادة السيطرة على المناطق التي تهيمن عليها قوات الدعم السريع. وتمثل هذه العملية، التي بدأت في أواخر سبتمبر/أيلول، أوسع حملة للجيش لاستعادة الأراضي منذ اندلاع الصراع الذي دام 17 شهرًا.
وأفاد شهود ومصادر عسكرية أن هجوم الجيش جاء قبل خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وخلال خطابه، أكد البرهان أن جهود السلام لن تتقدم إلا إذا نزعت قوات الدعم السريع سلاحها. واتهم دولاً لم يسمها بتزويد قوات الدعم السريع بالرجال والمال والأسلحة، لكنه تعهد بأن الجيش “سيواصل هزيمة هؤلاء المعتدين وطردهم، بغض النظر عن مقدار المساعدة والدعم الذي يجدونه”.
وردت أنباء عن قصف واشتباكات عنيفة بينما حاولت قوات الجيش عبور الجسور فوق النيل، التي تربط الخرطوم وأم درمان وبحري. ورغم أن الجيش نجح في استعادة بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، فإنه لا يزال يعتمد بشكل كبير على المدفعية والغارات الجوية. وتظل القوات البرية النشطة التابعة لقوات الدعم السريع متمركزة بعمق في أجزاء أخرى من العاصمة، مما يشكل تحديًا هائلاً للجيش.
كما تقدمت قوات الدعم السريع في مناطق أخرى من السودان، مما ساهم في صراع أدى إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع أجزاء من البلاد نحو الجوع الشديد أو المجاعة.
ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام إلى إنهاء حصار الفاشر، حيث حوصر أكثر من 1.8 مليون من السكان والنازحين.
اندلعت الحرب من تصاعد التوترات بين قوات الدعم السريع والجيش، اللذين كانا يتنافسان على السلطة قبل الانتقال إلى الحكم المدني. وفي أعقاب انقلاب عام 2021، تقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة ولكن سرعان ما وجدا نفسيهما على خلاف، مما أدى إلى صراع مفتوح.
غرقت العاصمة السودانية الخرطوم في العنف منذ 15 أبريل 2023، عندما اندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
ويعكس هذا التصعيد المحاولات الفاشلة التي بُذلت العام الماضي لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والذي شهد شن الجيش هجومًا ضد قوات الدعم السريع، مستهدفًا منشآت وقوات استراتيجية.
مؤخرًا، أعلن الجيش السوداني يوم السبت أنه استعاد سلسلة جبال مويا الاستراتيجية في ولاية سنار بعد أيام من القتال العنيف مع قوات الدعم السريع.
ويمثل استعادة الجيش لجبل مويا انتصارًا كبيرًا في جهوده لاستعادة السيطرة على الأراضي التي فقدها لصالح قوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل 2023