الإعلام الغربي وطرق تعاطيه مع الحرب على غـ.ـزة
مع بدء الاحتلال الصهيوني حربه الهمجية على غزة، وقيام الجيش الإسرائيلي بالعديد من الانتهاكات، شهد الفضاء الإعلامي الغربي نهجًا جديدًا في تغييب الأصوات الفلسطينية وتهميش البعد التاريخي للصراع، والتعامي عن تلك الانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة.
حيث رصد محللون بعض الأساليب لجأت إليها العديد من المؤسسات الإعلامية الغربية من أجل ترويج السردية الإسرائيلية حول ما يجري، وإخفاء ما يحدث للفلسطينيين من مجازر.
حيث ركّزت العديد من الوسائل الغربية بأن هجوم الفصائل هو ما أشعل شرارة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، متحاشية تقديم خلفيات تاريخية عن الاستيطان والاحتلال والحصار والهجمات التي طالما شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
واعتمدت وسائل الإعلام الغربية كل ما يصدر عن المسؤولين الإسرائيليين ووسائل الإعلام الإسرائيلية، إزاء العملية التي شنتها الفصائل دون حتى التحقّق من صحته، مثل قضية “قطع رؤوس الأطفال”.
كما تم تغيب تصريحات مسؤولي الحكومة الفلسطينية في غزة كالمتحدثين باسم الفصائل أو حتى السياسيين الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني بشكل كامل، عن أغلب التقارير والتغطيات، ما يترك المجال واسعًا أمام الرواية الإسرائيلية لتكون وحيدة في الميدان.
وتجنبت العديد من وسائل الإعلام ذكر أن إسرائيل هي من قتل المدنيين، حيث تناولت صحيفة الغارديان البريطانية مادة خاصة تحت عنوان “رسامة وشاعرة وروائية… فنانون يُقتلون في غزة”، دون الإشارة لمن قتلهم.
كما تنصبت بعض الوسائل والصحف الغربية لغسل عار جرائم الاحتلال كما فعلت وكالة أسوشيتد برس ، مع قضية مجزرة “مشفى المعمداني” حيث اعتمدت فقط على آراء محللين أمريكيين وتسجيلات أكدت ذات الوكالة أنها لا تعطي أي دليل قاطع.
وعلى الرغم من أن أعداد الضحايا الفلسطينيين أضعاف ما قُتل من الإسرائيليين فقد تعمدت وسائل الإعلام الغربية انتقاء الرواية اليهودية والتركيز على الحالات الإنسانية التي تحدث، ع علمها بالفرق النوعي والعددي للأسلحة المستخدمة من قبل الطرفين.
وتتواصل مأساة القرن الـ 21 “غزة” التي تذبح بدم بارد على مرأى ومسمع من كل دول العالم والمنظمات الأممية والدولية والإنسانية، دون أن يتحرك ساكن لأجلهم.