مقالات الرأي

أهمية فتح السفارة السعودية في سوريا

أ. مهند خضيرو خريج ماجستير علوم سياسيه وحاصل على دبلوم علاقات دولية ومستشار سابق بهيئة التحكيم الدولي كاتب وباحث في مجال العلاقات الدولية

افتتاح سفارة سعودية في دمشق

يعتبر إفتتاح السفارة السعودية في دمشق ذو أهمية كبيرة وذو تأثير قوى علي مستقبل البلاد في سوريا، حيث أنه عقب إنقطاع العلاقات الدبلوماسية الدولية بين سوريا وبين المملكة العربية السعودية لمدة تزيد عن إحدى عشر عاماً، قد قرر كلاً من سوريا والسعودية إسترجاع العلاقات الدبلوماسية بينهما وأعلن كلاً من السعودية وسوريا إستئناف البعثة الدبلوماسية وذلك عقب أيام قليلة من عودة دمشق إلي جامعة الدول العربية.

بعد أن عادت سوريا فتح سفارتها في الرياض وهي عاصمة المملكة العربية السعودية وقامت بتعيين سفير سوري جديد في العام الماضي وهو أيمن سوسان، حيث إستلم سوسان مهامه فور وصوله للرياض وبدأ في إرجاع الخدمات القنصلية وخدمة السوريين في المملكة، قامت السعودية بالتحضيرات اللازمة لبدء فتح السفارة السعودية في سوريا.

تم عقد الإتفاق بين سوريا والسعودية على عودة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارة السورية في السعودية وإعادة فتح السفارة السعودية في سوريا وذلك في مارس عام 2023، وبعد أن قامت سوريا بفتح سفارتها في الرياض، قامت المملكة العربية السعودية بتعيين (فيصل المجفل) سفيراً لها في دمشق وذلك في 26 مايو من هذا العام 2024 وذلك أيضاً بعد أن زار الوفد الفني السعودي سوريا وبالأخص في دمشق لفهم ومناقشة آليات فتح السفارة السعودية في دمشق وكانت هذه الخطوة اتخدت بعد ان تمت مطالبة الاسد بعدة بنود عربية جرى التفاهم عليها للحل السياسي في سوريا ومن هنا تبدء .أهمية فتح السفارة السعودية في سوريا

1-إفتتاح السفارة السعودية في دمشق ذو أهمية كبيرة على مستقبل سوريا وشعبها، حيث تُمثل عودة العلاقات بين دمشق والرياض إلي إمكانية وجود تطورات جذرية في البلاد السورية، حيث تعتبر السفارة السعودية في دمشق بمثابة المراقب على أفعال النظام السوري ونظام الأسد تجاه الشعب السوري، لكونها ستسعى  لمراقبة الأوضاع الخاصة بالشعب السوري، كما أنها ستكون لها يد في نصرة الشعب السوري على نظام الأسد وإحياء البلاد ودعم المواطنين السوريين وتشجيعهم لعدم بيع منازلهم في العاصمة دمشق للميلشيات الايرانيه والعراقية واللبنانيه مرة أخرى  .

2-تعتبر السفارة السعودية في دمشق كيان هام ذو قدرة عالية لوضع حل سياسي سلمي قوي، وذلك من خلال إحياء العملية السياسية واخد الاسد الي القرارات الدولية حسب مبدء مقررات الامم المتحدة  في البلاد أو عبر إجبار نظام الأسد على موافقته على  (القرار الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2254)، حتى  يتم نشر الأمن والسلام في سوريا عقب إندلاعات حروب ومعارك كثيرة وبعد إقامة نظام الاسد باارتكاب مجازر انسانية بحق الشعب السوري وعملية تغير دمغرافي للعاصمه السورية دمشق والتي تعتبر اقدم عاصمة في التاريخ   مما أدي إلي نزوح العديد من السوريين بل تهجيرهم وتشريدهم داخل وخارج البلاد وذلك لأكثر من نصف سكان سوريا.

3- دخلت السفارة السعودية في دمشق بدور المراقب في 2024 قامت بطلب من بشار الأسد إخراج الميليشيات الإرهابية والإجرامية التابعة له ولإيران من البلاد حتى لا يكون هناك أي أعمال شغب أو عنف أو أي تهديدات على الأمن والسلام والوطن السوري، حيث يظل إفتتاح السفارة السعودية في دمشق هو حل سياسي سلمي للبلاد السورية وشعبها والمواطنين وعودة النازحيين السوريين الي سوريا دون ملاحقات امنيه او تهديد وجودهم .

4-تعتبر السفارة السعودية من المنافذ والمصادر التى تُحاول إختراق نظام الأسد حتى وإن قيل في هذا (عملية تطبيع مع الأسد)، ولكن في الحقيقة أن السفارة السعودية تُحاول جاهدة في جر نظام بشار الأسد والنظام السوري لتطبيق القرار الدولي رقم 2254 التابع للأمم المتحدة.

قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 2254

يُساهم القرار الدولي رقم 2254 في الحفاظ على  سيادة الجمهورية العربية السورية وجعلها جمهورية مُستقلة وتعمل على سلامتها ووحدتها الإقليمية من خلال إنهاء أي نزاع أو حرب في البلاد، حيث يعمل على تحقيق التسوية السياسية في سوريا، ويجعل من سوريا دولة آمنة مُستقلة ومٌستقرة عليى كافة الأصعدة.

ينص قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة علي وقف إطلاق النار على نطاق البلاد السورية وفي ضواحي المدن والقرى من قبل النظام، كما طالب القرار بالإجماع على أن يتم إيقاف كافة الهجمات الإرهابية والإجرامية ضد المدنيين والمواطنين في سوريا بشكل فوري، وذلك من قبل جميع الأطراف المتواجدين في سوريا، وذلك من أجل المساهمة في فرصة تحقيق وقف إطلاق النار بشكل دائم.

ينص القرار أيضاً علي الإفراج عن أي أشخاص مُحتجزين ومُعتقلين تعسفاً، أما بالنسبة للمعاناة الإنسانية للكثير من مواطنين الشعب السوري، فقد تم مُطالبته بالسماح فوراً بوصول كافة المساعدات والمساندات الإنسانية إلي كل من يحتاج إلى دعم ولا سيما في المناطق المُحاصرة.

ينص القرار على منع نظام الأسد من الترشح لولاية دستورية جديدة، حتى يتم تطبيق إنتخابات حرة ونزيهة للبلاد السورية ويُشدد علي أن الشعب السوري هو من لديه الحق في تحديد مستقبل بلاده، حيث أعرب عن دعم مجلس الأمن بخصوص المسار السياسي في سوريا لتشكيل هيئة حكم ذات مصداقية غير تابعة لنظام الأسد تشتمل علي الجميع وغير طائفية وذلك برعاية وتحت إشراف الأمم المتحدة، وإنشاء مسار صياغي لدستور آخر جديد في سوريا.

يعمل القرار الدولي رقم 2254 علي تهيئة الظروف في البلاد السورية للعودة للأمن والأمان والإستقرار والإستقلال للشعوب والمواطنين في البلاد السورية، والعودة الكريمة لكافة اللاجئين والمُشردين داخل وخارج البلاد.

يعتبر قرار مجلس الدولي 2254 هو الحل العملي والحل السياسي السلمي للنزاعات في سوريا، ولإنهاء كافة أعمال الشغب والعنف والإستبداد التابعة للنظام الأسد تجاه البلاد، لضمان سلام وأمان البلاد السورية وشعبها وبقاء الحل السياسي في متناول اليد دائماً.

دور السعودية في تطبيق القرارات الدولية 2254 في سوريا

الجميع يعلم بألاعيب النظام السوري وإستبداد نظام بشار الأسد في سوريا، حيث أن نظام الأسد كل ما يُريده ويسعي إليه جاهداً هو أن يظل في السُلطة والمناصب العُليا حتى وإن كان ذلك  مقابل جماجم السوريين وأرواح وضحايا الشعب السوري، والنظام السوري سلم البلاد لايران وباع الارضي الساحلية لروسيا  وأنه يلعب  حتى يظل في السُلطة السورية حيث قام بتجنيس اكتر من مليوني عراقي وايراني وافغاني ولبناني في سوريا .

يُشكل نظام الأسد تهديداً وخطراً قوياً علي أمن الوطن العربي بأكمله لكونه نظام إجرامي إرهابي يسعي فقط لبقاؤه في السلطة وعلى كُرسي الحُكم في مقابل أرواح شعوب وضحايا بريئة، فتأتي هنا الخطوة الأولى من المملكة العربية السعودية لتكون في إطار داخلي للبلاد السورية وأن تكون في قلب دمشق، والتي تعتبر بمثابة دور هام جداً في مُحاولة إيقاف نظام الأسد المُتحالف مع الميليشيات الإيرانية الإرهابية.

لا تعني وجود أو إفتتاح سفارة سعودية في دمشق بسوريا على أن العلاقات بين نظام الأسد والسعودية في حالة جيدة، بالعكس تماماً فهذا ليس له علاقة بكون السعودية تقوم بعملية تطبيع الأسد، ولكن في الحقيقة أن السعودية قد دخلت وتغلغلت بداخل دمشق والبلاد السورية حتى تقوم بوضع حدود للنظام  السوري ونظام الأسد وتُعيد إستقرار البلاد والأوضاع الأمنية والتي تُشكل أهمية كبيرة علي الوطن العربي ولاسيما الشعب السعودي والمملكة العربية.

قد يُمثل تواجد السفارة السعودية في دمشق حل وسطي وسلمي للنزاع بين النظام والمُعارضة، حيث تبحث المملكة السعودية عن حل بدستور جديد وبقوانين إنتخابية جديدة تتفق مع أمن البلاد السورية، لتمنع الأسد من الإستمرار والترشح لولاية دستورية جديدة، تسعي السعودية لإعادة ترتيب أوراق الجمهورية السورية من جديد وذلك كما فعلت مع لبنان عام  1985.

ومن هنا يبدء الدور السعودي الهام هل سوف ينجح المجفل وهوا ضابط في الاستخبارات السعوديه في اعادة صياغة القرار السعودي حيث ان دخول المملكه الي دمشق بكل قوة يعتبر ضربة قوية لايران وحزب الله حيث يشكل افتتحاح السفارة ارادة سعوديه على ايقاف الحرب واجبار الاسد على القبول بالقرارات الدولية. وانها الفرصة الاخيرة للنظام السوري حتى يعمل على االموافقه للقبول بعملية الانتقال السياسي هل سوف تنجح السعودية بهذه الخطوات كما فعلت في لبنان واعادة احياء الدولة اللبنانيه كما لعبت المخابرات المصرية في سوريا دور هام

حيث لعبت  دور كبير في مستقبل سوريا،  في الوصول لحلول قطعية حول القضية  السورية، حيث أن المخابرات المصرية قامت بهدن في  بعض المناطق السورية والتواجد داخل بعض المدن والقطاعات السورية.

تم عقد إتفاق جنوب دمشق بوقف إطلاق النار من قبل إيران والقوات العسكرية الخاصة بعمليات الإجرام والإرهاب برعاية الخارجية المصرية والمخابرات المصرية أيضاً، حيث أن سوريا لديها الكثير من التطورات السياسية والأمنية وتقدمت فى أمنها الوطني بفضل المخابرات المصرية التى كان لها دوراً كبيراً في هذا التقدم واكد مسؤول الامن القومي المصري على وجوب قبول النظام بالقرار الدولي 2254 وعدم الاعتراض على القبول بعملية الانتقال السياسي حيث ان النظام السوري يعلم ان ايران لن تستطيع انقاده اقتصاديا ولا روسيا والمملكه العربية السعوديه شكلت ضغط كبير على روسيا لاجبارها فك ارتباطها بالاسد اوالمليشيات الايرانية وجرى عدة تفاهمات على ذلك واكدت الاردن انها طلبت رسميا من النظام السوري وقف تصدير المخدرات وسحب المليشيات الايرانيه من الحدودالاردنيه السوريه وطلب من الاسد ورقه مكتوب عليها هذه التفاهمات ولكن الاسد رفض ولذلك تم ايقاف كلمة الاسد في القمة العربية وطلب الأسد  لقاء مع الامير محمد بن سلمان للحديث عن مستقبل سوريا واكد ولي العهد السعودي على ضرورة القبول بعميلة انتقال سياسي بكافة الصلاحيات هل سوف تنجح السعوديه بدور المراقب على افعال النظام السوري وهل سوف يقبل النظام بعد ان تم خنقه على كافة الاصعدة الجميع يترقب ذلك . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى